203

Tawilat

التأويلات النجمية في التفسير الإشاري الصوفي

Genres

[المؤمنون: 51]، وقال: { يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } [البقرة: 172]، والإشارة فيه أن العمل الصالح نتيجة أكل الحلال الطيب، وإنما لم يذكر هنا الحلال لأنه يكتفي بالطيب من الحلال، فإنه لا يكون الطيب إلا أن يكون حلالا على ما أدلنا هما فكل طيب حلال طيب، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال:

يأيها الرسل كلوا من الطيبات

[المؤمنون: 51]، وقال: { يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم } ،

" ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأنى يستجاب لذلك "

ذلك حديث صحيح أخرجه مسلم - رحمه الله - برواية أبي هريرة رضي الله عنه فظهر الفرق بين الحلال وبين الطيب بأن الله طيب؛ يعني غير مشوب بعيب أو شبهة مثل ولا يقال له: إن الله حلال. وفي قوله تعالى: { ولا تتبعوا خطوات الشيطان } [البقرة: 168] أي: أوامره، بيانه قوله تعالى: { إنما يأمركم بالسوء والفحشآء } [البقرة: 169]، الإشارة فيها أن لا تتبعوا أوامره { إنه لكم عدو مبين } [البقرة: 168]، واتبعوا أوامر الله ورسوله

إنما وليكم الله ورسوله

[المائدة: 55].

ثم فسر خطوات الشيطان وبين عداوته بقوله تعالى: { إنما يأمركم بالسوء } [البقرة: 169]، النفس { إنما يأمركم بالسوء والفحشآء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } [البقرة: 169]، فالسوء كل معصية فيها حظ النفس، بيانه قوله تعالى:

إن النفس لأمارة بالسوء

[يوسف: 53]، والنفس لا تأمر بما فيه حظها، والفحشاء كل معصية فيها حظ للشيطان وحظه في الإغواء والإضلال، بيانه قوله:

Unknown page