Tawil Zahiriyyat
تأويل الظاهريات: الحالة الراهنة للمنهج الظاهرياتي وتطبيقه في ظاهرة الدين
Genres
79
لذلك اعتبر الرد الظاهرياتي «لا» قوية تعارض الواقع. الواقع ليس شيئا ميتا أعطى في حساسية خاصة، بل هو إحساس بالمقاومة بالنسبة لدافع أو ميل أو دفعة حيوية تحرك الشعور. رد العالم ليس فقط التوقف عن الحكم على الوجود، بل محاولة القضاء على صفة الواقع ذاته وإعدامه. الرد هو استبعاد هذا الهم الأرضي عن طريق تحويل العالم إلى مثال، والذي هو في الحقيقة زهد.
80
وكما تميز الظاهريات بين المستوى الصوري والمستوى المادي، فإنها تميز أيضا بين الإحساس الوجداني والحالة الانفعالية في الحدس الوجداني.
81
وفي نظرية الإدراك الحسي الخارجي تعتبر لحظة التخارج عصية على الرد وعلى التفسير بمجرد إسقاط الإحساسات.
82
وفي الظاهريات العقلية تركت مشكلة الواقع بلا حل، وفي الظاهريات الوجدانية معرفة الواقع مختلفة تماما عن معرفة الماهيات، المعرفة تأمل نزيه وقائمة على الدهشة والتواضع والمحبة، في حين أن الإدراك الحسي للواقع والذي يقوم على الرغبة في السيطرة له طابع عملي، ومرتبط بالعمل وبالتطلعات وبالإرادة؛ فالواقع يقاوم الإرادة. وهكذا تتحول الظاهريات العقلية إلى نوع من المثالية تعزو إلى معرفة الدافع الطابع المنزه والتأملي الذي تتميز به المعرفة الفلسفية للماهيات. إدراك الواقع مباشر وحدسي للموضوع كله، ويظهر في أربع دوائر للوجود عصية على الرد النفسي، والعالم الخارجي، والعالم الإنساني، والمطلق.
83
ليست الماهيات دلالات خالصة بل موجودات موضوعية، ليست فقط معقولة بل أيضا لا منطقية. والأفعال التي تطابقها أفعال وجدانية ترتبط بالجانب الوجداني للروح.
Unknown page