Tawil Mushkil Quran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
86

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

باب الاستعارة فالعرب تستعير الكلمة فتضعها مكان الكلمة، إذا كان المسمى بها بسبب من الأخرى، أو مجاورا لها، أو مشاكلا. فيقولون للنبات: نوء لأنه يكون عن النوء عندهم. قال رؤية بن العجاج «١»: وجفّ أنواء السّحاب المرتزق أي جفّ البقل. ويقولون للمطر: سماء، لأنه من السماء ينزل، فيقال: ما زلنا نطأ السماء حتى أتيناكم. قال الشاعر «٢»: إذا سقط السّماء بأرض قوم ... رعيناه وإن كانوا غضابا ويقولون: ضحكت الأرض: إذا أنبتت، لأنها تبدي عن حسن النبات، وتنفتق عن الزهر، كما يفترّ الضاحك عن الثغر، ولذلك قيل لطلع النخل إذا انفتق عنه كافوره: الضّحك، لأنه يبدو منه للناظر كبياض الثغر. ويقال: ضحكت الطّلعة، ويقال: النّور يضاحك الشمس، لأنه يدور معها.

(١) يروى الرجز بتمامه: وخفّ أنواء الربيع المرتزق ... وخبّ أعراق السفا على القيق والرجز لرؤبة في ديوانه ص ١٠٥، ولسان العرب (قيق) وتهذيب اللغة ٩/ ٣٧٢، وتاج العروس (رزق)، ومقاييس اللغة (٢/ ١٥٨، ٣/ ٨١، ومجمل اللغة ٢/ ١٦١، ٤/ ١٣٥، وبلا نسبة في لسان العرب (قط)، وكتاب العين ٥/ ٢٣٨، والمخصص ١٠/ ١٢٩. (٢) البيت من الوافر، وهو لمعوّد الحكماء (معاوية بن مالك) في لسان العرب (سما)، وللفرزدق في تاج العروس (سما)، وبلا نسبة في مقاييس اللغة ٣/ ٩٨، والمخصص ٧/ ١٩٥، ١٦/ ٣٠، وديوان الأدب ٤/ ٤٧.

1 / 88