Tawil Mushkil Quran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
70

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

والجمل لم يشك، ولكنه خبّر عن كثرة أسفاره، وإتعابه جمله، وقضى على الجمل بأنه لو كان متكلما لا شتكى ما به. وكقول عنترة في فرسه «١»: فازورّ من وقع القنا بلبانه ... وشكا إليّ بعبرة وتحمحم. لما كان الذي أصابه يشتكي مثله ويستعبر منه، جعله مشتكيا مستعبرا، وليس هناك شكوى ولا عبرة. قالوا: ونحو هذا قوله تعالى: يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠) [ق: ٣٠] وليس يومئذ قول منه لجهنم، ولا قول من جهنم، وإنما هي عبارة عن سعتها. وفي قوله: تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى (١٧) [المعارج: ١٧] يريد: أن مصير من أدبر وتولى إليها، فكأنها الداعية لهم، كما قال ذو الرّمة «٢»: دعت ميّة الأعداد واستبدلت بها ... خناطيل آجال من العين خذّل والأعداد: المياه، لما انتقلت ميّة إليها ورغبت عن مائها، كانت كأنها دعتها. وكقول الآخر «٣»: ولقد هبطت الواديين وواديا ... يدعو الأنيس به الغضيض الأبكم والغضيض الأبكم: الذّباب، يريد: أنه يطنّ فيدل بطنينه على النبات والماء، فكأنه دعاء منه. وقال أبو النجم يذكر نبتا «٤»:

(١) البيت من الكامل، وهو في ديوان عنترة ص ١٢٦ (طبعة دار الكتب العلمية) . [.....] (٢) البيت من الطويل، وهو في ديوان ذي الرمة ص ١٤٥٥، ولسان العرب (عدد)، (خنطل)، وتهذيب اللغة ١/ ٨٨، ومقاييس اللغة ٢/ ٢٥٢، وتاج العروس (عدد)، (خنطل)، وكتاب العين ١/ ٧٩، والبيت بلا نسبة في المخصص ٨/ ٤٢. (٣) البيت من الكامل، وهو بلا نسبة في لسان العرب (عدد)، وتاج العروس (عدد)، وكتاب الجيم ٣/ ١٧. (٤) الرجز لأبي النجم في لسان العرب (عشب)، (أسد)، وتهذيب اللغة ١/ ٤٤١، ١٣/ ٤٣، وتاج

1 / 72