246

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

قضيت أمورا ثمّ غادرت بعدها ... بوائج في أكمامها لم تفتّق أي عملت أعمالا، لأنّ كلّ من عمل عملا وفرغ منه فقد ختمه وقطعه. ومنه قيل للحاكم: قاض، لأنّه يقطع على الناس الأمور ويحتم. وقيل: قضي قضاؤك. أي فرغ من أمرك. وقالوا للميت: قد قضى. أي فرغ. وهذه كلها فروع ترجع إلى أصل واحد. ٢- الهدى أصل هدى أرشد، كقوله: عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ [القصص: ٢٢] . وقوله: وَاهْدِنا إِلى سَواءِ الصِّراطِ [ص: ٢٢]، أي أرشدنا. ثم يصير الإرشاد بمعان، كقوله: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْ [فصلت: ١٧]، أي بيّنا لهم. وقوله: أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا [السجدة: ٢٦]، أي أو لم يبيّن لهم. وقوله: أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ [الأعراف: ١٠٠]، أي ألم يبيّن لهم. فالإرشاد في جميع هذه بالبيان. ومنها إرشاد بالدعاء، كقوله: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ [الرعد: ٧]، أي نبيّ يدعوهم. وقوله: وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا [الأنبياء: ٧٣]، أي يدعون، وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [الشورى: ٥٢]، أي تدعو. ومنها إرشاد بالإلهام، كقوله: الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى [طه: ٥٠]، أي صورته من الإناث، ثم هدى أي ألهمه إتيان الأنثى، ويقال: طلب المرعى وتوقّى المهالك. وقوله ﷿: وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) [الأعلى: ٣]، أي هدى الذكر بالإلهام لإتيان الأنثى. ومنها إرشاد بالإمضاء، كقوله: وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي كَيْدَ الْخائِنِينَ [يوسف: ٥٢]، أي لا يمضيه ولا ينفذه، ويقال: لا يصلحه. وبعض هذا قريب من بعض. ٣- الأمة أصل الأمة: الصّنف من الناس والجماعة، كقوله ﷿: كانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً، أي صنفا واحدا في الضلال فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ [البقرة: ٢١٣] .

1 / 248