Tawil Mushkil Quran

Ibn Qutaybah d. 276 AH
178

Tawil Mushkil Quran

تأويل مشكل القرآن

Investigator

إبراهيم شمس الدين

Publisher

دار الكتب العلمية

Publisher Location

بيروت - لبنان

قوله حكاية عن ملأ فرعون: يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ، هذا قول الملأ، ثم قال فرعون: فَماذا تَأْمُرُونَ [الأعراف: ١١٠] . ومنه أن يأتي الفعل على بنية الماضي وهو دائم، أو مستقبل: كقوله: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ [آل عمران: ١١٠]، أي أنتم خير أمّة. وقوله: وَإِذْ قالَ اللَّهُ يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [المائدة: ١١٦]، أي وإذ يقول الله يوم القيامة. يدلك على ذلك قوله سبحانه: هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ [المائدة: ١١٩] . وقوله: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ [النحل: ١]، يريد يوم القيامة. أي سيأتي قريبا فلا تستعجلوه. وقوله: قالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا [مريم: ٢٩]، أي من هو صبيّ في المهد. وكذلك قوله: وَكانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا [النساء: ١٣٤]، وكذلك قوله: وَكانَ اللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا [الأحزاب: ٢٧] . إنما هو: الله سميع بصير، والله على كل شيء قدير. وقوله: وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ [فاطر: ٩]، أي فنسوقه. في أشباه لهذا كثيرة في القرآن. ومنه أن يجيء المفعول به على لفظ الفاعل: كقوله سبحانه: لا عاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ [هود: ٤٣]، أي لا معصوم من أمره. وقوله: خُلِقَ مِنْ ماءٍ دافِقٍ (٦) [الطارق: ٦]، أي مدفوق. وقوله: فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ [الحاقة: ٢١]، أي مرضيّ بها. وقوله: أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنا حَرَمًا آمِنًا [العنكبوت: ٦٧]، أي مأمونا فيه. وقوله: وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً [الإسراء: ١٢]، أي مبصرا بها. والعرب تقول: ليل نائم، وسرّ كاتم، قال وعلة الجرميّ «١»:

(١) البيت من الطويل، وهو للحارث بن وعلة في شرح اختيارات المفضل ٢/ ٧٨٠، والمفضليات

1 / 180