157

على من أرسلوا إليه من الأمم والنوافل أمثالها أمثال أوصيائهم وقد ذكرنا فيما تقدم أن النافلة فى لسان العرب الذي نزل القرآن به ما تطوع به المتطوع بعد الفريضة وكذلك طاعة الأوصياء والتصديق بهم والإقرار بولايتهم إنما تكون فى حياة النطقاء الذين أقاموهم للعباد ودعوهم إلى ولايتهم بالطوع من العباد والمسارعة إلى ذلك وليس يكره الناطق الناس على دعوة وصيه والإقرار به كما يكرههم ويجاهدهم على الإقرار بدعوته هو وتصديقه والدخول فى شريعته ولكنه إنما يقيم لهم وصيه ويعرفهم بأنه ولى أمرهم من بعده فمن أطاعه وتولاه فى حياة الناطق الذي أقامه طائعا فى ذلك غير مكره ووصل ولايته من بعده إذا صار الأمر إليه فقد سعد وأخذ بحظه ورشده ومن أنكر أمره وخالفه بعد أن يصير أمر الإمامة إليه جاهده كما كان يفعل من كان إليه الأمر من قبله فهذا مثل النافلة والتطوع من الصلاة التى هى السنة وغيرها من الصلوات غير «الفرائض فى التأويل وقد ذكرنا أن النافلة أيضا فى لغة العرب ولد الولد قال تعالى:

@QUR03 «ووهبنا له إسحاق» يعنى لإبراهيم فإسحاق ابنه ثم قال «ويعقوب»: يعنى ابن إسحاق «نافلة» وكذلك الأئمة هم ولد ولد الرسول صلى الله عليه وسلم وقد ذكرنا أنه لا يجوز أن يدخل فى دعوة الحق ولا أن يؤخذ عليه ميثاق إمام من الأئمة من لم يستجب لدعوة محمد صلى الله عليه وسلم ويكون من أهل شريعته فمن أراد من أهل الملل أو من غيرهم من الكفار الدخول فى دعوة إمام الزمان لم يجب ذلك له ولم يدخل فيها حتى يدخل فى دعوة الإسلام ويقر برسول الله صلى الله عليه وسلم ويصدق جميع ما جاء به ويعتقد ذلك ويدخل فى أهل شريعته ثم بعد ذلك يدخل فى دعوة إمام زمانه ولا بد له مع ذلك أيضا من أن يقر بجميع النبيين والمرسلين الذين أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بنبوتهم ورسالتهم ونطق الكتاب بذكرهم وبالأئمة فيما بينهم فإن أنكر واحدا أو أكثر من واحد منهم وكذب به ولم يصدق بدعوته لم يدخل دعوة إمام زمانه حتى يصدق ويقر بذلك كله فهذا تأويل قوله إن الله عز وجل لا يقبل نافلة إلا بعد أداء الفرائض وكذلك يجرى ذلك فى الظاهر على ما تقدم ذكره وإنما يكون ذلك كما جاء فى الخبر فيما فات من الفرائض وجاوز وقته فأما ما يصلى من النوافل والسنن قبل الفريضة فى وقتها وبعدها فقد ذكرنا أمثال ذلك فى التأويل وهو الإقرار بدعوة الحجج من قبل صاحب الزمان ومن بعده فى وقت أخذ الميثاق والبيعة له.

Page 203