154

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال صلوا العصر والشمس بيضاء نقية يعنى قبل أن تتغير وتصفر، وتأويل ذلك ما قد تقدم القول به من أن مثل صلاة الظهر مثل محمد صلى الله عليه وسلم ومثل صلاة العصر مثل قائم القيامة من ولده وهو من أهل دعوته وشريعته فلذلك كان وقتهما واحدا أعنى الظهر والعصر اللتين هما مثل لهما، وقد تقدم ذكر تأويل صلاة الظهر ولم كانت عند الزوال وعلى رأس سبع ساعات من النهار، وتأويل قوله آخر وقت العصر أن تصفر الشمس هو أن آخر دعوة قائم القيامة التى هى قول وتأويل بلا عمل كما ذكرنا أن يتغير حاله بحلول الموت به فتنقطع دعوته ويموت وتنقطع الدعوة ويموت الخلائق كما أخبر تعالى.

ويتلو ذلك ما جاء عن الصادق صلى الله عليه وسلم أنه قال: أول وقت صلاة المغرب أن يتوارى القرص فى أفق المغرب يعنى قرص الشمس وهو وقت غيابها تأويل ذلك ما تقدم القول به من أن صلاة المغرب وصلاة العشاء الآخرة من الليل هما مثل الدعوة الباطن بالتأويل وكان أولها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مضى وانتقل ومثل ذلك مثل غياب الشمس أن قام بعده بالتأويل وصيه على صلى الله عليه وسلم وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقاتل بعده على تأويل القرآن كما قاتل هو صلى الله عليه وسلم على تنزيله وكانت أول دعوة قامت بالباطن بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم دعوة على صلى الله عليه وسلم.

ويتلو ذلك ما جاء عن الصادق صلى الله عليه وسلم أنه قال أول وقت العشاء الآخرة غياب الشفق والشفق الحمرة التى تكون فى أفق المغرب بعد غروب الشمس، وآخر وقتها أن ينتصف الليل وقال صلى الله عليه وسلم صلاة الليل متى شئت أن تصليها فصلها من أول وقت الليل أو من آخره بعد أن تصلى العشاء الآخرة والوتر بعد صلاة الليل، تأويل ذلك ما قد تقدم القول به من أصل صلاة الليل مثل دعوة الباطن، وغياب الشفق هو اسوداد الليل وذلك محض الدعوة بالباطن فى التأويل ومثل الوتر وهى ثلاث ركعات الركعتان الأوليان منهن مثل النبي صلى الله عليه وسلم والوصى ثم يفصل بينهما وبين الثالثة بالجلوس والسلام، ومثل ذلك انقطاع إظهار دعوة الباطن بعد على صلى الله عليه وسلم للخوف والتقية من أئمة الضلال فى حين تغلبهم لذلك جاء أنه لا تصلى بعد الوتر صلاة إلا صلاة الفجر ومثل الركعة الثالثة من صلاة الوتر

Page 200