147

وفي يوم السبت خامس وعشرين [من](1) شهر رجب ارتحلوا إلى بلاد(2) الزهري فأقاموا فيها إلى عاشر شهر شعبان ثم تقدموا إلى رداع فدخلوها صبح يوم الجمعة واستقبلهم مولانا محمد بن الحسن عليه السلام بما يحق لهم [من الإكرام](3)، ولماكان يوم الثلاثاء ثاني وعشرين من شهر شعبان خرج سادتنا(4) الكرام من مدينة رداع إلى ذمار ثم إلى حضرة المولى أمير المؤمنين عليه السلام فتلقاهم ومن لديه بالإجلال(5) والتعظيم والإنصاف والتكريم وأعلنوا بالحمد والشكر لله كثيرا، وهنأهم الناس بالظفر، وبلوغ ما أملوه من خير الدارين من الوطر(6)، وقيل في ذلك الأشعار ممن رأى ذلك الاجتماع وحضر ثم تعقب ذلك نكث الشيخ (معوضة)(7) بن عفيف اليافعي ومن أجابه بالسيد شرف الدين بن مطهر [بن عبد الرحمن](8) بأن منع السعاة فخرج إليه(9) السيد المذكور، وكان قد جعل أكثر أصحابه (من يافع)(10)، فتفرقوا عنه وقد جمع ابن عفيف جموعا كثيرة فحاصروا السيد المذكور بالحرب ليلا ونهارا وانقطعت عليه الأسباب والامداد حتى استولى عليه الشيخ المذكور وأخرجه من طريق أبين وبلغ الإمام عليه السلام ذلك فسارع بإرسال (ولده عز الإسلام محمد بن إسماعيل عليه السلام)(11) وهو ابن سبع عشرة سنة وضم إليه السيد المجاهد أحمد بن الهادي بن هارون فسار بمن معه حتى وصل ذمار ثم إلى رداع، وأقام لاستلحاق الغارة وكتب الإمام إلى مولانا أحمد بن الحسن وإلى صنوه الحسين بن الحسن وإلى [مولانا](1) محمد بن الحسين فبادر الإمام عليه السلام قبل وصولهم إليه بتوجيه مولانا [شرف الإسلام](2) الحسين بن الحسن إلى رداع، وكان إليه ولايتها ثم منها إلى الحلقة(3)، وقد توفر العسكر معه فاستقر فيها ووصله مشائخ يافع متبرئين من ابن العفيف وفعله.

ولما تكاثر الجند عند مولانا شرف الإسلام الحسين بن الحسن قدم مقدمة منهم إلى مرفد ثم إلى الموصدة ثم قدم مولانا محمد بن الإمام المتوكل على الله رحمهم الله(4) من البيضاء إلى الحلقة(5) في سنة خمس وسبعين وألف.

ثم قدم مولانا أحمد بن الحسن ومولانا محمد بن الحسين إلى الحلقة.

Page 146