142

وكان الإمام عليه السلام يتفاقدهم(1) بنفسه ويؤثرهم الأضعف (ثم الأضعف)(2) ويستمد الطعام من كل جهة.

وفي سنة خمس وستين حصل في صنعاء صاعقة نهارا من غير مطر فأخذت شيئا من المنارة الشرقية في الجامع الأعظم وشقت الجدار الشرقي من الجامع وجمعت فراش شرقي الجامع بعضه على بعض وهلك رجلان.

وآية أخرى في مدينة ذمار هاجت ريح هائلة وأخذت كثيرا من

المارة في الطرق وهلك بعض.

[المخرج الأعظم والجمع الذي مثله لا يعلم]

ذكر المخرج الأعظم والجمع الذي مثله لا يعلم على المشرق وفتحه، وسببه أنها كانت فيه جهالات ومنكرات واطرح(3) الشرائع والطاعات ولم يجد الإمام عليه السلام عذرا عن الترك لهم على ذلك الحال (بعد الإنذار لهم)(4) حتى لم يبق لأهل تلك الجهات حجة، (وبعد)(5) أمر الإمام عليه السلام بالنهي للمخرج المنصور ولم يزل عليه السلام يكرر الدعاء للرصاص خصوصا ولأهل المشرق عموما إلى غرة شهر محرم سنة خمس وستين وألف واستخار الله سبحانه وتعالى، واستجاش (الجيش المنصور)(6) من كل جهة.

وتقدم مولانا محمد بن الحسن عليه السلام إلى ذمار وصنوه أحمد بن الحسن عليه السلام (وصنوه الحسين)(7) بن الحسن عليه السلام وقد جمعوا جنودهم حتى غصت ذمار بمن فيها، وكذلك الحصين امتلأت جوانبه وعرصاته، خيلا ورجلا وكان مولانا محمد بن الحسين في جهات حراز فأمره الإمام بالنهوض وكذلك مولانا محمد بن أحمد بن الإمام.

Page 141