117

ثم توجه مولانا الحسن إلى صعدة؛ لإصلاح تلك الجهات، وكان له عليه السلام بها أحوال حسنة من التفرغ للعلم، ونظم أمور المسلمين، وفتح(1) أطراف تلك الجهات، حتى حصلت أسباب اقتضت نقض الصلح بين الإمام عليه السلام و(بين)(2) العجم، فوجه الإمام عليه السلام مولانا الحسين في غرة شهر محرم سنة ست وثلاثين وألف، فوصل إلى الحيمة، وبث سراياه، وكتبه شرقا وغربا، وحصلت فتوحات كثيرة، في مدة يسيرة قدر شهر، منها: فتح المغارب، وبلاد عتمة، وريمة، ووصاب، وحفاش، وملحان، وجبل بيس، وبلاد خولان، وكانت البشائر ترد إلى مولانا الحسن عليه السلام إلى صعدة من كل جهة بتتابع الفتوح، وكان الإمام عليه السلام لم يأذن (له)(3) بالخروج من صعدة، بل أمره (بإمداد صنوه أحمد بن الإمام عليه السلام ومن معه من المراكز الإمامية بإزاء العدو، فشق على مولانا الحسن عليه السلام ذلك)(4)؛ لرغبته[عليه السلام] (5) في الجهاد، وأزمع (على)(6) التوجه، فلما أجمع(7) رأيه عليه السلام على العزم إذ تراءى(8) الإمام عليه السلام له (في التوجه)(9)، وعد ذلك من أكبر(10) النعم.

فكان خروجه عليه السلام من صعدة في شهر صفر من السنة المذكورة إلى عيان، وكتب البشائر إلى أهل المراتب الإمامية بوصوله إليهم، فاشتدت قلوب المجاهدين، وخفقت(11) أفئدة المعاندين، حتى انتهى عليه السلام إلى الذراع بقطع مادة من في صنعاء من اليمن، وشدد عليهم المحارس على صنعاء ليلا، ونهارا والحرب على الذراع لا تزال.

Page 115