109

ثم عزم عليه السلام حتى طلع الجبل الأسود من بلاد سفيان، وأمر أن(1) (يجعل)(2) نارا عظيمة يراها من في شهارة، وكان قال لهم عليه السلام: إذا خلصنا الله تعالى فسترون نارا في ذلك الجبل فلما صح لمن في شهارة النار أظهروا البشرى بسلامة الإمام عليه السلام وقطعوا بالنفس على شهارة واضطربت المحاط المحاصرة لها من العجم، وأعظم ذلك عليهم فخرجت لهم الزيادة من صنعاء.

ثم قطع الإمام بلاد سفيان مع مشقة عظيمة(3) حتى دخل(4) برط، وبقي فيه عليه السلام على أحوال شاقة وتخوف شديد، فلما أيس عن النفيس على شهارة طلب أولاده فخرجوا إليه كمثل خروج أبيهم عليه السلام وبقي مولانا محمد عليه السلام ومن معه في شهارة، وأحربوا حروبا كثيرة حتى حصل الخطاب بالصلح على تسليم شهارة وخروج مولانا محمد [بن الإمام](5) عليه السلام، [ومن معه من قل النفقه، وكان ذلك من ألطاف الله تعالى](6)، فخرج مولانا محمد ومن معه من السادة الأعلام والشيعة الكرام إلى كوكبان في شهر محرم، سنة إحدى عشرة وألف، وكان قد تقارب تمام ما عند مولانا محمد، ومن عنده من النفقه فكان من الألطاف السارية خروجهم، فلما وصل مولانا محمد إلى كوكبان لازم القراءة على السيد العلامة إبراهيم بن مهدي الجحافي، وكان مجتهدا، وله مع الإمام الحسن عليه السلام مقام مشهور، ثم مع الإمام القاسم عليه السلام، فقرأ عليه كتبا كثيرة في جميع الفنون، والإمام عليه السلام في برط لا تزال المغازي عليه من صعدة.

Page 107