206

Tathbīt dalāʾil al-nubuwwa

تثبيت دلائل النبو

Publisher

دار المصطفى-شبرا

Edition Number

-

Publisher Location

القاهرة

يسجدون للرب لا في هذا الجبل ولا في اورشليم.
فانظر الى الافصاح والبيان في هذا، ان المسيح إنما كان يصلّي الى اورشليم وهو بيت المقدس، ليعلم انهم خالفوا ما كان عليه.
وقد ذكرت لك انه ما قصدنا بيان فساد النصرانية، إنما قصدنا البيان عن مفارقتهم لدين المسيح ومخالفتهم له في الاصول والفروع جميعا مع شدة تحققهم به، وأن علم محمد ﷺ بذلك انما هو من قبل الله ﷿، وأن ذلك من معجزاته وآياته وإن كان قد اتفق من حكايات اقوالهم والرد عليهم ما لا يكاد يوجد في كتاب، سيما حكاية تسابيحهم وأقاويل رؤسائهم.
فاحتفظ بذلك فانك لا تكاد تجده/ في كتاب، وبك الى حفظه امس الحاجة.
فأما المسألة لهم والرد عليهم فكثير.
فمن ذلك، كتاب الجاحظ، وكتاب آخر له يعرف بالرسالة العسلية، ولأبي جعفر الاسكافي، ولأبي بكر احمد بن علي بن الأخشيد قطعة حسنة في كتاب المعونة. ولأبي عيسى الوراق كتاب عليهم، ولأبي علي كتاب عليهم، ولأبي هاشم مسألة في البغداديات، وفي أصول ابن خلاد وفي شرحه، وفي الايضاح لأبي عبد الله البصري، رحمة الله عليهم اجمعين، كلام عليهم «١» .

(١) ابو بكر الاخشيد احد رجال الفكر الذين أيدوا المعتزلة في بعض أقوالهم وخالفوهم في بعضها توفي سنة ٣٢٠ هـ. اما ابو علي وابو هاشم فهما من كبار رجال الاعتزال وقد سبق التعريف بهما، اما ابو عبد الله البصري فهو الحسين بن علي اكبر أساتذة القاضي عبد الجبار ومن كبار رجال المعتزلة توفي سنة ٣٦٧ هـ او ٣٦٩. واما ابو علي بن خلاد فهو ايضا احد كبار رجال الاعتزال وهو صاحب كتاب الاصول والشرح في علم الكلام وهو احد أساتذة القاضي وقد عده في الطبقة العاشرة، اما ابو جعفر محمد بن عبد الله الاسكافي فقد كان احد أئمة الاعتزال، خلف حوالي سبعين كتابا في الكلام، توفي سنة ٢٤٠ هـ.

1 / 198