200

Tatbit dalaʾil al-nubuwwa

تثبيت دلائل النبو

Publisher

دار المصطفى-شبرا

Edition Number

-

Publisher Location

القاهرة

به سلطانا، فيذلون بها الاسلام، وينفقونها في مكاره المسلمين. وللفرس ايضا مثل هذه الفضائح التي تقدمت للنصارى، وهو ان زرادشت قد شرع لهم تطهير الحائض والنفساء والتي قد مات جنينها في بطنها ببول البقر «١» يتولى ذلك منها الهربذ بعد ان يجردها ويعريها، ويباشر ذلك منها بيده ورأي عينيه، فيبركها ويغسل ذلك المكان بيده، وربما جزعها منه جزعا واخذ على ذلك الجعالة على مقدارها. واول ما يأخذ الخلعة التي عليها اذا جردها للتطهير، واقل ما يأخذ على افقر فقير اربعة مثاقل فضة. وزعم الفرس والمجوس انه كان يرتفع لموبذان موبذ في ايام ملكهم من هذا الوجه اربعة ألف ألف دينار ينفقها على الهرابذة، وشرع لهم بالإنجاب على زوج المرأة اذا غاب عن امرأته او عجز عن بضاعها، ان يوكل في نيكها من يختاره من أصدقائه وثقاته ورفقائه. ولم نكن في الرد على المجوس ولا النصارى، إنما قصدنا البيان انهم مخالفون للمسيح ودينه في الأصول والفروع. فهذا يرحمك الله اصل مذهب النصرانية، ومذهب القراء والزهاد منهم. فأما اهل الجدل والنظر ومن يتجرد في نصرة النصرانية ويضيف الكتب في ذلك فكلهم ملحدة وزنادقة، ويكذبون المسيح وجميع الأنبياء ﵈، ويستجهل الشرائع ومن يعمل بها فلا تكاد تجد فيهم إلا من هذه سبيله، مثل: قسطا بن لوقا، وحنين بن إسحق، وابنه إسحق، وقويرى، ومتى الجرمقاني وهو المكنى ابو بشر بن يونس الذي فسر كتب الملحدة،

(١) كتب المعلق في الهامش: «تطهير الحائض والنفساء ببول البقر في شرع المجوس» .

1 / 192