195

Tatbit dalaʾil al-nubuwwa

تثبيت دلائل النبو

Publisher

دار المصطفى-شبرا

Edition Number

-

Publisher Location

القاهرة

حامل السيف وإن كان محقا. وعلى ان ديانات المنانيّة اضيق من ديانات النصرانية لأنهم يحرمون اكل جميع الحيوان وركوبه وأذيته بكل وجه، حتى انهم يحرمون قتل السباع والحيات والعقارب ويصبرون على أذيتها ويحرمون ادخار الاموال، ويوجبون من الصوم والصلاة اكثر مما توجبه النصارى، ويحرمون المناكح كلها ولذات النفوس، فينبغي ان يكون دين هؤلاء هو اصح من النصرانية بألف طبقة. والهند لها عبادات كثيرة وزهد عظيم، لا يدانيه ما يفعله أزهد رهبان النصارى. [والهند لها عبادات كثيرة] «١» وتوجب في دينها قتل انفسها، وتحرق انفسها بالنيران وهم احياء، واذا مات رئيسهم احرقوه واحرقوا معه احبابه واصدقاءه وخاصته وزوجته، يفعل ذلك بها ابوها وامها واهلها، وليس في دين النصرانية شيء من هذا، فينبغي ان يكون دين المنانية هذا «٢» اصح من مذاهب هذه الطوائف النصرانية/. على انا لا نعرف دينا اوسع ولا ارخص ولا اسهل من دين النصارى، إذ ليس فيه زاجر مخوف كالحدود المكتوبة، ولا النار، ولا عذاب الآخرة، وان اشد العذاب في الآخرة ان المعاند الذي قد عرف الحق وتركه، يلحقه غمّ مدة ثم ينجلي وينقضي، فأما من لم يعاند، وان اخطأ، وان كان مع اعتقاده مخالفا لدين النصارى فليس عليه خوف ولا عقاب، اذا كانت نيته سليمة واعتقد الشيء على انه حق وان كان باطلا. واما النصارى فليس

(١) لعل العبارة مكررة من الناسخ (٢) في الاصل: وهذا، ولعل السياق يقتضي حذف الواو.

1 / 187