الافتتاحية
نستفتح بالذي هو خير، حمداً لله، وصلاةً وسلاماً على حبيبه ومصطفاه، وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه، وبعد:
إن أهمية القواعد الفقهية تكمن في حاجة المفتي والقاضي والحاكم لها، فمن استوعبها فقد أحاط بالفقه كله، وقد اعتنى العلماء به قديماً وحديثاً ومن بينهم علماء السادة المالكية.
وفي هذا التوجه، يسر دار البحوث أن تتقدم لقرائها الكرام ضمن سلسلة الدراسات الأصولية بكتاب جديد موسوم بـ((تطبيقات القواعد الفقهية عند المالكية من خلال كتابي إيضاح المسالك للونشريسي، وشرح المنهج المنتخب للمنجور))، وتكمن أهمية هذا الكتاب في كونه:
أولاً: إضافة جديدة في المكتبة الإسلامية التي هي بحاجة لمثل هذه الدراسات الخاصة برد المسائل إلى أصولها التي تجمعها لاتحاد أسبابها والمصالح المترتبة عليها.
ثانياً: أنه جمع بين مصدرين أساسيين من مصادر المالكية في هذا الفن وهما:
كتاب إيضاح المسالك للونشريسي ورغم صغر حجمه فقد ضم قرابة ألف مسألة فقهية إن لم تزد مع التوسع في التطبيقات.
كتاب شرح المنهج للمنجور وهو يمتاز أيضاً بكثرة مسائله التي زادت عن الألف، وعن مائة وثمانين قاعدة فقهية.
وهذا التقديم مقرون بالشكر والعرفان لأسرة ((آل مكتوم)) حفظها الله، التي ترعى العلم، وتشيّد نهضته، وتحيي تراثه، وتؤازر قضايا العروبة والإسلام، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ مكتوم بن راشد بن سعيد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، الذي أنشأ هذه الدار لتكون منار خير، ومنبر حق على درب العلم والمعرفة، تجدد ما اندثر من تراث هذه الأمة، وتبرز محاسن