189

Tasliyat al-majālis wa-zīnat al-majālis – al-juzʾ 1

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genres

لا شرف إلا لمن شرف باقتفاء آثاره، ولا سؤدد إلا لمن استضاء بلوامع أنواره، ولا عرف إلا لمن تمسك بأسبابه، ولا عرف إلا لمن تمسك بترابه، فلك النجاة في بحار الضلالة، وعلم الهداة في أقطار الجهالة، من التجأ إلى كنف عصمته نجا، ومن غوى عن طريق طريقته هوى، لا يحبه إلا من علت همته، وغلت قيمته، فطابت أرومته، وارتفعت جرثومته.

فيا أيها العارفون بفضله، المتمسكون بحبله، السالكون سبيله، التابعون دليله، أبشروا بروح وريحان (1)، ومغفرة ورضوان، وجنات لكم فيها نعيم مقيم، خالدين فيها أبدا إن الله عنده أجر عظيم (2)، قلتم ربنا ثم استقمتم، وسلكتم سبيل نبيكم ووليكم وتبتم، فأنتم خلاصة الله في خلقه، القائمون بوظائف عزائمه وحقه، فهنأكم الله في هذا اليوم الرحمة، وأتم عليكم النعمة، وجعلكم خير أمة، وسلك بكم سبيل سيد الأئمة، الذي ضربه الله مثلا في محكم تنزيله، وشد به عضد نبيه ورسوله، وهزم بعزمه الأحزاب، وقصم بسيفه الأصلاب، وجعل حبه فارقا بين الكفر والإيمان، واتباعه وسيلة إلى الفوز بنعيم الجنان.

فانشروا في هذا اليوم أعلام الإسلام بنشر فضله، وابشروا إذ سلكتم منهاج سبيله واستمسكتم بحبله، وأظهروا آثار النعمة فهو يوم الزينة للمخلصين من أتباعه، واشكروا حسن صنيع ربكم إذ جعلكم من خاصته وأشياعه، وارعوا أسماعكم إلى ما أورد الرسول من شرفه في خطبته، واستضيئوا بلوامع أنواره واستسنوا بسنته.

فقد روي أنه (صلى الله عليه وآله) لما أتم مناسك حجه، وفرغ من شعائر

Page 216