187

Tasliyat al-majālis wa-zīnat al-majālis – al-juzʾ 1

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genres

(البيت ويطهركم) (1).

ولما علم الله صدق نبيه، وإخلاص طويته، ليس له ثان في الخلق، ولم يثنه ثان عن التوجه إلى الحق، مصباح الظلام إذا العيون هجعت، المتهجد القوام إذا الجنوب اضطجعت، المستأنس بالحق إذا الليل سجا، المستوحش من الخلق إذا الغسق دجا، له مع الله حالات ومقامات، وتقلبه في صحائف الاخلاص سمات وعلامات، لا يقصد بتهجده إلا مولاه، ولا يرجو بتعبده إلا إياه، لو لا جده لما قام للاسلام عمود، ولو لا علمه لما عرف العابد من المعبود، اصطفاه سبحانه لنفسه، وأيده بروح قدسه، وأوجب له عرض الولاية على جنه وإنسه، وساوى بينه وبين الرسول في علمه وحلمه، وطمه ورمه، وجده ورسمه، وفضله وحقه.

وجعل له في قلوب المؤمنين ودا، وأمر نبيه أن يورده من غدير الشرف في الغدير صدرا ووردا، وأن يثبت له في الأعناق إلى يوم التلاق عقدا وعهدا، وأن يرفع له بالرئاسة العامة في الآفاق على الاطلاق شرفا ومجدا.

فقام (صلى الله عليه وآله) صادعا بأمر الله، منفذا لحكم الله، خاطبا في الغدير على منبر الكرامة، مخاطبا للجم الغفير بفرض الامامة، مبينا أمر وصيه وولي عهده، مظهرا شرف صفيه وأخص الخلق من بعده، راغبا معاطيا طال ما شمخت تعززا وكبرا، قاهرا أسى كم أظهرت لولي أمرها عقدا وعذرا، قاطعا أسباب اولي النفاق بمبين وعظه، قامعا هامات الشقاق بمتين لفظه.

ما أظهر (صلى الله عليه وآله) شرفه وميثاقه في الخطبة إلا بعد أن أعلى الله في الملكوت الأعلى شأنه وخطبه، وأمر الصافين الحافين بالقيام على قدم

Page 214