116

Tasliyat Mujalis

تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1

Genres

صاحب الحوض والكوثر، والتاج والمغفر، والدين الأظهر، والنسب الأطهر، محمد سيد البشر، أشرف مبعوث إلى الكافة، وخير مبعوث بالرحمة والرأفة، تحمل أعباء الرسالة صابرا، وجاهد في الله مصابرا، ما اوذي أذاه نبي، ولا صبر صبره ولي، كم راموا هدم بنيانه، وهد أركانه، وإدحاض حجته، وإذلال صحبته؟

وأبى الله إلا تأييده ونصره، وإعلاء فوق كل أمر أمره.

[الرسول (صلى الله عليه وآله) وأبو جهل]

روى سيدنا ومولانا الامام المفترض الطاعة الامام ابن الأئمة، والسيد ابن السادة، نجل النبي، وسلالة الوصي، الامام الزكي، أبو القائم المهدي الحسن بن علي العسكري (صلوات الله وسلامه عليه) وعلى آبائه الطاهرين، وولده الحجة على الخلق أجمعين، أن أبا جهل كتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)- بعد أن هاجر إلى المدينة-: يا محمد، إن الخيوط (1) التي في رأسك هي التي ضيقت عليك مكة، ورمت بك إلى يثرب، وإنها لا تزال بك إلى أن توردك موارد الهلكة ... إلى آخر الكتاب.

فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) للرسول: إن أبا جهل بالمكاره (2) يهددني، ورب العالمين بالنصر والظفر يعدني، وخبر الله أصدق، والقبول من الله أحق، لن يضر محمدا من خذله، أو يغضب عليه بعد أن ينصره الله عز وجل، ويتفضل بكرمه وجوده عليه.

ثم قال للرسول: قل له: يا أبا جهل، إنك راسلتني بما ألقاه الشيطان في خلدك (3)، وأنا اجيبك بما ألقاه في خاطري الرحمن، إن الحرب بيننا وبينك

Page 143