Tasliyat Mujalis
تسلية المجالس و زينة المجالس - الجزء1
Genres
فقال: اداويه على أنه إذا برىء قال: أنت شفيتني، لا اريد جزاء سوى ذلك.
قال: فأشارت إلى أيوب بذلك، فصاح واضطرب واستجار بالله وحلف ليضربنها مائة ضربة.
وقيل: أوحى الله إلى أيوب: يا أيوب، إن سبعين نبيا من أنبيائي سألوني هذا البلاء فلا تجزع، فلما أتاه الله بالعافية في بدنه اشتاق إلى ما كان عليه من البلاء، فلذلك قال سبحانه: (إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب) (1).
ولما انقضت المحنة وقرب الفرج أتاه جبرئيل بأمر الله بعد أن دامت به الأسقام والأمراض سبع سنين، وقال: يا أيوب، (اركض برجلك) أي ادفع الأرض برجلك (هذا مغتسل بارد وشراب) (2)، فركض برجله فنبعت عينان، فاغتسل من أحدهما فبرئ، وشرب من الاخرى.
وروي عن الصادق (عليه السلام) أن الله تعالى أحيا له أهله الذين ماتوا بأعيانهم قبل البلية، وأحيا أهله الذين ماتوا وهو في البلية.
قالوا: ولما رد الله عليه ولده وأهله وماله، وعافاه في بدنه أطعم أهل قريته سبعة أيام، وأمرهم أن يحمدوا الله ويشكروه، ثم أمره جبرئيل أن يأخذ ضغثا وهو ملء الكف من الشماريخ وما أشبه ذلك، فيضربها ضربة واحدة براءة ليمينه لأنه كان قد حلف ليضربنها مائة ضربة. (3)
فانظر إلى شدة إخلاصه، وعظيم اختصاصه، وحسن مراقبته لمعبوده، ومقابلته البلاء بالشكر في ركوعه وسجوده.
Page 128