بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيمِ
الحمد لله الذي لم يجعل علينا في الدين من حرج، وجعل في الأمر سعة، فقال تعالى: ﴿يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ﴾(١) زيادة في التوسعة، وجعل اختلاف الأئمة رحمة للأمة المحمدية، فله الحمد والمنة على هذه النعمة والمزية.
وتصدَّق عليهم برخصة القصر والجمع وغير ذلك من الرُّخص فأتمَّ عليهم نعمته كما قال ﷺ: ((صدقة تصدَّق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته))(٢)، وقال ﷺ: ((إنَّ الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه))(٣)، فما أوسع رحمته.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة أرجو بها نيل كل مرام، في هذه الدار ويوم الزِّحام، وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً ﷺ عبده
(١) سورة البقرة: الآية ١٨٥.
وانظر كلاماً نفيساً للعلامة ابن سعدي - رحمه الله - في تفسيره حول الآية.
(٢) أخرجه الإمام أحمد في ((المسند)) (١/ ٣٦)، ومسلم في ((صحيحه)) برقم (٦٨٦).
(٣) أخرجه الطبراني في ((الكبير)) (١١/ ٣٣٣)، رقم (١١٨٨٠)، والبزار (كشف رقم ٩٨٩).
وقال الهيثمي في ((المجمع)) (٣/ ١٦٢): رواه الطبراني في الكبير والبزار، ورجال البزار ثقات، وكذلك رجال الطبراني.