26

Tashil Nazar

تسهيل النظر وتعجيل الظفر في أخلاق الملك

Investigator

محي هلال السرحان وحسن الساعاتي

Publisher

دار النهضة العربية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1401 AH

Publisher Location

بيروت

الْفَصْل الرَّابِع الْكَرم والمروءة بَين الْكَرم والمروءة فَأَما الْكَرم والمروءة فهما قرينان فِي الْفضل ومتشاكلان فِي الْعقل وَالْفرق بَينهمَا مَعَ التشاكل من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن الْكَرم مُرَاعَاة الْأَحْوَال أَن يكون على أنفعها وأفضلها والمروءة مُرَاعَاة الْأَحْوَال أَن يكون على أحْسنهَا واجملها وَالْوَجْه الثَّانِي أَن الْكَرم مَا تعدى نَفعه إِلَى غير فَاعله والمروءة قد تقف على فاعلها وَلَا تتعدى إِلَى غَيره فَإِن استعملها فِي غَيره مَا زجت الْكَرم وَلم ينْفَرد بالمروءة وَصَارَ بالاجتماع أفضل وَإِن افْتَرقَا كَانَ الْكَرم أفضل لتعدي نَفعه وتعدي النَّفْع أفضل وَلَيْسَ وَاحِد من الْكَرم والمروءة خلقا مُفردا وَلكنه يشْتَمل على أَخْلَاق يصير مجموعها كرما ومروءة الْمُرُوءَة رُوِيَ عَن النَّبِي ﷺ أَنه قَالَ (من عَامل النَّاس فَلم يظلمهم وَحَدَّثَهُمْ فَلم يكذبهم وَوَعدهمْ فَلم يخلفهم فَهُوَ مِمَّن كملت مروءته وَظَهَرت عَدَالَته وَوَجَبَت أخوته) قَالَ بعض البلغاء ٦ ب

1 / 28