Correction of Al-Tanbih
تصحيح التنبيه
Investigator
محمد عقلة الإبراهيم
Publisher
مؤسسة الرسالة
Edition Number
الأولى
Publication Year
1417 AH
Publisher Location
بيروت
Genres
لقد بات أمراً معروفاً لكل من له إلمام بالمذاهب الفقهية وتاريخها أن الإِمام الشافعي رحمه الله له مذهبان في الفقه أحدهما: القديم ويقصد به الآراء التي صدرت عنه في العراق والحجاز، وله في هذه المرحلة مصنفات وتلاميذ. ومذهب جديد وهي الآراء التي قالها في مصر بعد انتقاله إليها(١) والمذهب القديم مرجوع عنه، غير معتمد في مسائله إلّ في حالتين: إذا عززه نص صحیح من حدیث، أو کان الجدید یطابقه، أو سكت عن المسألة في الجديد. وقد ذكر في مقدمة كتابه المجموع: أن المعتمد في المذهب من مسائل القديم لا يتجاوز ثلاثين مسألة(٢).
لقد انتشر مذهب الإمام الشافعي في بلدان شتى من العالم، وكان نقلته يتمتعون برسوخ القدم في الاستنباط، وتخريج الأوجه التي تلقاها تلاميذهم بالقبول، وعمّموها بين الناس، وكان من أبرز علماء المذهب ومجتهديه الشيخ أبو حامد الأسفراييني، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأبو الحسن الماوردي، والبندنيجي، والمحاملي، وسُليم الرازي، والقاضي حسين، وأبو محمد الجويني ... وكان بعض هؤلاء ينتسب إلى مدرسة العراقيين، وآخرون إلى مدرسة الخراسانيين.
ثم ظهرت طائفة من العلماء لم تلتزم بأي من الطريقتين، بل التمس الحق لدى أي منهما: كالرّوياني، والشاشي، وابن الصباغ، وأبي إسحق الشيرازي، والغزالي، وإمام الحرمين الجويني وغيرهم.
وكان في مكان القمة في هذا الاتجاه الذي لم يلتزم بأي من الطريقين الإِمامان الجليلان: عبد الكريم الرافعي، ويحيى بن شرف النووي.
(١) مفتاح السعادة جـ٢، ص٢٢٥، المجموع جـ١، ص٩، نهاية المحتاج جـ١ ص٥٠.
(٢) المجموع جـ١، ص٦٦-٦٨، نهاية المحتاج جـ١، ص ٥٠، مغني المحتاج جـ١، ص١٤.
43