المطلب الثالث: أن كتاب ((تصحيح التنبيه)) قد لقي من العناية والاهتمام من قبل فقهاء المذهب الشيء الكثير وإذا كان الحديث عن هذه المسألة سيلقى تركيزاً أكبر في موضع قادم من هذه الدراسة، فإن مما يخدم المسألة التي نحن بصددها، وهي إثبات نسبة ((التصحيح)) أن نذكر أن عديداً من المصنفات قد ألفت حول هذا الكتاب، استكمالاً، وتنقيحاً، وتوضيحاً لمسائله، منها على سبيل المثال لا الحصر كتاب ((توشيح التصحيح)) لتاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن علي بن عبد الكافي السبكيّ، وقد جاء في مقدمته: (( ... فإن الشيخ الإِمام الرباني أبا زكريا النووي رضي الله عنه، وضع على كتاب التنبيه، كتابه التصحيح وضعاً حسناً، وابتكره ابتكاراً نافعاً متقناً، غير أنه أخلّ بأماكن كثيرة يفتقر إلى التنبيه عليها ... ))؟^(١).

كما وضع الشيخ جمال الدين الأسنوي كتابين على ((التصحيح)) أحدهما ((كتاب التنقيح فيما يرد على التصحيح)) وقد ذكر في مقدمته: (( ... وبعد فإنني منبه إن شاء الله تعالى على ما يحتاج إلى التنبيه، مما خرج عن شرح ((تصحيح التنبيه)) للشيخ الإِمام العلامة محيي الدين النووي رضي الله عنه، وقد كان شيخنا الشيخ قطب الدين السنباطي رحمه الله وقف من ذلك على نبذة يسيرة ... ))^(٢).

فهذا يدل على أن ثمة كتابين قد تم تأليفهما تعقيباً على ((التصحيح)). والثاني ((تذكرة النبيه في تصحيح التنبيه)) وقد ذكر في مقدمته: (( ... وبعد، فإن ((تصحيح التنبيه) للشيخ الإِمام محيي الدين النواوي رضي الله عنه، لما تأملته، وجدته لكثير من التصحيحات قد أهمل، ولغالب ما التزمه من غيرها قد أغفل ... ))^(٣).