لاجديد عند يزيد!
ولو كان معاوية حيا في السنوات الثلاث التي حكم فيها ولده يزيد ، ورأى ما فعله في السنة الاولى من قتل الحسين ، وذبح أطفاله وأنصاره ، وسبي نسائه (1). وفي السنة الثانية من إباحة مدينة الرسول ، وانتهاك حرمة ألف عذراء أو أكثر ، وقتل أحد عشر ألفا من أهلها بينهم سبعمئة من المهاجرين والأنصار ، أصحاب النبي صلى الله عليه وآله (2). وفي السنة الثالثة من رمي الكعبة في المنجنيق (3). لو رأى معاوية هذه المخزيات من ولده يزيد لقبل ما بين عينيه ، وقال له : أنت مني وأنا منك ، وكلانا من هند آكلة الأكباد! ..
ولم يكتف بما أحدثه في كربلاء المقدسة والمدينه المنورة ، ومكة المكرمة ، حتى ولى عبيدالله بن زياد على الكوفة ، ليمثل الدور الذي مثله أبوه زياد مع البقية الباقية من الشيعة ، فسجن وشرد وقتل وصلب وقطع الأيدي والأرجل.
قال لميثم التمار ، تلميذ الإمام وصاحبه : لتبرأن من علي أو لأقطعن يديك ورجليك وأصلبنك. فما كان من ميثم إلا أن امتدح عليا ، ولعن ابن زياد والأمويين ، فقطع يديه ورجليه ولسانه ، وصلبه ميتا (4)!
وأي شيء أفظع من الخطة التي رسمها لوقعة الطف ، كتب لعميله عمر بن سعد : «ازحف إليهم الحسين عليه السلام وأصحابه حتى تقتلهم ، وتمثل بهم ، فإنهم
Page 106