261

Tasawwuf

التصوف الإسلامي في الأدب والأخلاق

Genres

ما فضل الشرائع وما فضل القوانين إن لم تؤيدها القوة والجبروت؟

إن الناس يخدعون أنفسهم حين يحتمون وهم ضعفاء بسلطان الشرائع والقوانين.

قد تقولون: إن الأنظمة الإنسانية حولت مجاهيل الأرض إلى بساتين.

آمنت وصدقت!

ولكن حدثوني عن شرح هذه المعضلة، فقد هام في شعابها صوابي.

كان سكان مصر منذ مئة سنة لا يزيدون عن ثلاثة ملايين، ولكنهم في ذلك الوقت كانوا أقوياء، فقد استطاعوا أن يهددوا الإمبراطورية التركية، واستطاعوا أن يطردوا الإنجليز في موقعة رشيد، واستطاعوا التحفز لنصرة الأمة الفرنسية، واستطاع محمد علي بفضل جنود مصر أن يقول: إنه قريع نابليون .

فما الذي وقع بعد ذلك؟

كانت مصر تعيش على الجفاف فلا تعرف طغيان النيل غير مرة واحدة في كل سنة، وكان أهلها أصحاء لم يقهرهم البول الدموي ولا ديدان الأمعاء.

أستغفر العقل، فقد كان أهل مصر معرضين لأخطار الجراثيم التي تسبح في مياه النيل، فيموت من يموت ويعيش من يعيش، وكان العيش من نصيب الأقوياء الذين حمتهم قوتهم الطبيعية من فتك الجراثيم.

ثم تقدمت أساليب الوقاية وبلغ سكان مصر ستة عشر مليونا، فما مكانهم اليوم في دنيا الناس؟

Unknown page