Tasawwuf Wa Imam Shacrani
التصوف الإسلامي والإمام الشعراني
Genres
ووقف المتصوفة وحدهم على الجادة الكبرى، والطريقة المثلى، يؤمنون بالقدر كما جاء به القرآن، وكما علمهم الرسول، ويؤمنون بأسماء الله - جل جلاله - وصفاته المقدسة، كما أسماها، وكما وصفها القرآن، وكما نطقت بها السنة، من غير تأويل ولا تعليل ولا تعطيل ولا تمثيل؛ لأن الإيمان يجب أن يكون بما أنزل الله من الألفاظ والمعاني، لا بما أوله العقل، وابتدعه التصور، وتخيله المنطق.
ويقول محيي الدين: «ومن العجب أن الله تعالى يخبر بشيء عن نفسه في كتابه المحكم، فيأتي الإنسان بعقله القاصر فيقول: إن عقلي يرد ذلك، وفكري لا يحتمل ذلك، وإنما يجب التأويل، وليس عاقبة هذا التأويل إلا أن يصوغوا من خيالهم وتفكيرهم خالقا غير ما في كتاب الله.»
2
ويقول الإمام الغزالي: «إن من أشد الناس غلوا وإسرافا طائفة من المتكلمين كفروا عوام المسلمين، وزعموا أن من لا يعرف الكلام معرفتهم، ولم يعرف العقائد الشرعية بأدلتهم التي حرروها فهو كافر.
لقد ضيقوا رحمة الله الواسعة على عباده أولا، وجعلوا الجنة وقفا على شرذمة يسيرة من المتكلمين.»
3
ويقول الحلاج: «من لا يعرف شعرة من بدنه كيف تنبت سوداء أم بيضاء، كيف يعرف مكون الأشياء؟ ومن لا يعرف المجمل والمفصل، ولا يعرف الآخر والأول، والتصاريف والعلل، والحقائق والحيل، لا تصح له معرفة من لم يزل.»
ويقول الشعراني: «ومما من الله به علي حفظي عن الخوض في معاني آيات الصفات وأخبارها من منذ وعيت على نفسي، وقل من سلم من مثل ذلك. وهذا من أكبر الذنوب التي يقع فيها العلماء ولا يشعرون.
ترى أحدهم يخوض في الكلام على الذات، وينسى ما كلف به من الزهد والورع، وجهاد النهار، وقيام الليل، والخوف من الله تعالى ونحو ذلك، حتى كان الإسلام لديهم محض كلام من غير عمل.»
وكان يقول: «جميع المعبرين والمؤولين والمتكلمين في علم التوحيد لم يبلغوا عشر معشار معرفة إدراك كنه حرف واحد من حروف الهجاء.»
Unknown page