Tarikh Wa Wasf Jamic Tuluni
تاريخ ووصف الجامع الطولوني
Genres
صلى الله عليه وسلم
في منامه وخط له المحراب فلما أصبح وجد النمل قد طاف بالمكان الذي خطه له رسول الله
صلى الله عليه وسلم
في المنام، وقيل غير ذلك.
روى المقريزي ذلك ثم قال: «وأنت إن صعدت إلى سطح جامع ابن طولون رأيت محرابه مائلا عن محراب جامع عمرو بن العاص إلى الجنوب، ورأيت محراب المدارس التي حدثت إلى جانبه قد انحرفت عن محرابه إلى جهة الشرق، وصار محراب جامع عمرو فيما بين محراب ابن طولون والمحاريب الأخرى.»
وصف المحراب: لا يزال المحراب الطولوني على وضعه الأصلي وتكاد أجزاؤه الأصلية تكون كلها موجودة، وهو من الطرز المجوف نصف دائري، لا يختلف عن غيره من محاريب المساجد إلا في كون تجويفه داخلا في الجدار أكثر مما في المحاريب الأخرى، ويكتنفه من كل من جانبيه عمودان من الرخام متلاصقان لطيفان (شكل رقم
1-13 ) مرتد أحدهما عن الآخر، قائمان في زوايا كسيت بالرخام، ويغلب على الظن أن هذه الأعمدة جمعت أجزاؤها من أبنية قديمة، ما عدا القواعد، فإنها قد تكون عملت خصيصى لهذا المحراب، وقد نجح الصانع الذي عهد إليه بتركيبها في التوفيق بين الأبدان والتيجان والقواعد نجاحا باهرا.
والتيجان الأربعة من الرخام المفرغ كل اثنين منها متشابهان، وهي دقيقة الصنع من الطرز البيزنطي القديم ومن أحسنه صنعا.
منها التاجان الجوانيان من النوع الذي على هيئة السلال وعليهما صحفتان من أجمل المصنوعات فيهما الحوافي منقوشة على مثال التيجان الكورنتية، وعلى أحد التاجين حلزون صغير أو كعكة، وهو من مميزات التيجان اليونانية.
أما التاجان الآخران فإنهما من طرز عتيق مندثر صحفتاهما منقوشتان نقشا عميقا ولهما رفرف على شكل العصابة التي تتوج بها الكرانيش القديمة، وما عدا ذلك من التفاصيل من البيزنطي الخالص.
Unknown page