Tarikh Umma Casr Izdihar
عصر الازدهار: تاريخ الأمة العربية (الجزء الخامس)
Genres
في سنة 219ه : ثار على المعتصم الإمام محمد بن القاسم بن علي بن عمر بن علي بن الحسين الزيدي العلوي، وكان مقيما بالكوفة فخرج منها إلى إقليم الطالقان بخراسان يدعو إلى «الرضى من آل محمد»، واجتمع إليه الناس كثيرا فاهتم به عبد الله بن طاهر، وجرت بين الطرفين حوادث وحروب انهزم فيها محمد بن القاسم، ثم تمكن منه عبد الله بن طاهر فأرسله إلى المعتصم فحبسه بسامرا، ثم تمكن من الهرب ولم يعرف له خبر، وهو الذي تزعم بعض فرق الزيدية أنه حي لم يمت، وأنه سيعود. (2)
ثورة الزط : قوي أمر الزط (وهم قوم من أخلاط الشعوب الآرية والسامية) في سنة 219ه، وأخذوا يعيثون في الأرض الفساد، ويقطعون على السابلة طريقهم بين البصرة وواسط وبغداد، حتى انقطع عن بغداد جميع ما كان يحمل إليها من السفن،
4
وقد انضم إليهم كثير من العبيد الأباق وموالي باهلة، فبعث إليهم المعتصم القائد عجيف بن عتبة فحصرهم بالبطيحة بأن سد أفواه الأنهار التي كانوا يدخلون فيها ويخرجون، ثم حاربهم بشدة فتمكن من قتل نفر منهم قريب من ثلاثمائة شخص، وأسر نحوا من خمسمائة، وضيق الخناق عليهم حتى استأمنوا له على دمائهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك، ويذكر الطبري أن عددهم كان نحوا من سبعة وعشرين ألف شخص. (3)
ثورة مازيار القارني : هو ماه يزديار بن قارن آخر الأمراء القارنيين أخرجه شهريار بن شيرويه من طبرستان، فالتجأ إلى المأمون وأسلم على يديه، وتسمى بمحمد، ولكن إسلامه كان إسلاما سطحيا، لم يلبث أن خلعه حينما مات خصمه شهريار في سنة 210ه، فولاه المأمون على طبرستان وما والاها، فذهب وطرد سابور بن شهريار، ثم لحق به فأسره وقتله واستولى على الجبال.
ولما قوي أمر المازيار عزم على إعلان استقلاله، وانتهز فرصة قيام الأفشين بثورته ضد الأمراء الطاهريين، فأيد الأفشين وأعلن عصيانه، ويظهر أن المازيار أعلن القول بتركه للإسلام ورجوعه إلى دينه القديم، وقال المسعودي: «إن المازيار أقر على الأفشين أنه بعثه على الخروج والعصيان لمذهب كانوا اجتمعوا عليه، ودين اتفقوا عليه من مذاهب الثنوية والمجوس.»
5
ويقول البلاذري: «إنه كفر وعذر.»
6
ويقول البغدادي في «الفرق بين الفرق» (ص252): «إن المازيار كان خرميا من المحمرة.» ولما أعلن المازيار ثورته خلع الطاعة واستولى على أملاك العرب ومواليهم، ووزعها على الفلاحين من أهل تلك البلاد، بل إنه غرى الفلاحين على قتل أصحابها من العرب بقوله: «إني قد أبحتكم منازل أرباب الضياع وحرمهم، فاقتلوا أرباب الضياع جميعهم قبل ذلك، ثم خذوا ما وهبت لكم من المنازل والحرم.»
Unknown page