Tarikh Umma Casr Intilaq
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genres
أن أزواج النبي أرسلن فاطمة بنت رسول الله إليه تكلمه في أمر، فاستأذنت عليه وهو مضطجع مع عائشة وهي في مرط، فأذن لها، فقالت: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت عائشة: فسمعت ذلك وأنا ساكتة. فقال رسول الله: «أي بنية، ألست تحبين ما أحب؟» قالت: بلى. قال: «فأحبي هذه.» فقامت فاطمة حين سمعت ذلك فخرجت إلى أزواج النبي فأخبرتهن بالذي قالت وبالذي قال لها، فقلن: ما نراك أغنيت عنا من شيء، فارجعي إلى رسول الله فقولي له: إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة. فقالت فاطمة: والله لا أكلمه فيها. فأرسلن زينب بنت جحش وهي التي كانت تسامي عائشة عند رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، فاستأذنت على رسول الله فأذن لها، فقالت له: يا رسول الله، إن أزواجك أرسلنني إليك يسألنك العدل في ابنة أبي قحافة. قالت عائشة: إن فاطمة قالت ذلك ووقعت في واستطالت وأنا أراقب رسول الله وأراقب طرفه، هل أذن لي فيهما، فلم تبرح زينب حتى عرفت أن رسول الله لا يكره أن أنتصر لها، فلما وقعت بها لم أنشب حتى أثخنتها، فقال رسول الله: «إنها ابنة أبي بكر.»
8
وكان الرسول يداعبها ويسامرها ويسابقها ويكبر فيها العقل وحسن الفهم والإدراك وسعة الرواية وحسن التلقي وإفراط التعبد والحياء، ولما اتهمت بحادثة الإفك وأنزل الله براءتها في القرآن الكريم فرح النبي بذلك، ولما مرض الرسول مرضة الموت اختار بيتها ليمرض فيه ومات عندها. ولم يؤخذ عليها شيء سوى انغماسها في غمرة السياسة وخروجها إلى البصرة لمحاربة علي، وقد كانت تذكر ذلك وهي نادمة مستغفرة، وظلت في بيتها إلى أن ماتت ليلة الثلاثاء لسبع عشرة ليلة مضت من رمضان (سنة 58ه) ولها من العمر ست وستون، وصلى عليها أبو هريرة، ودفنت بالبقيع رضوان الله عليها.
حفصة بنت عمر بن الخطاب
وأمها زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحي، أخت عثمان بن مظعون. ولدت قبل النبوة بخمس سنين، وتزوجها قبل النبي خنيس بن حذافة السهمي، وكان من أوائل من هاجروا إلى المدينة وأبلوا في الغزوات وهلك يوم بدر، وتأيمت حفصة فعرض أبوها زواجها على عثمان، فقالت: ما أريد أن أتزوج يومي هذا. فعرضها على أبي بكر، فلم يرجع إليه بشيء. ولبث ليالي، فخطبها رسول الله فأنكحه إياها، وقال أبو بكر لأبيها: لعلك وجدت علي حين عرضت علي حفصة فلم أرجع إليك شيئا. فقال عمر: نعم. قال: فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك إلا أني سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يذكرها ، ولم أكن لأفشي سر رسول الله، ولو تركها لنكحتها. وكان نكاح رسول الله إياها على رأس ثلاثين شهرا من الهجرة، وهي شقيقة عبد الله بن عمر وأسن منه، وقد طلقها النبي تطليقة واحدة ثم راجعها، وظلت حفصة حتى ماتت في شعبان سنة 45ه في خلافة معاوية وهي ابنة ستين سنة.
9
السيدة زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية
Unknown page