Tarikh Umma Casr Intilaq
عصر الانطلاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الثاني)
Genres
صلى الله عليه وسلم : «الحرب خدعة.» ولا ريب في ذلك؛ فإن إعلان الحرب هو قطع لكل العلاقات الودية والإنسانية مع الخصم، فلا مانع عقلا ولا شرعا من اتخاذ كل الوسائل للتغلب على العدو وقهره. وأول ما يجب على القائد الاهتمام به، هو أن يعرف أخبار عدوه وأحواله وعدده، ولا أفضل في ذلك من اتخاذ الجواسيس والعيون. وقد استحسن النبي ذلك وفعله، وكانت له عيون يبعث بهم للاستطلاع والتحقيق عن أحوال العدو؛ ومنهم «بسبس» أو «بسبسة بن عمرو»، فقد بعثه
صلى الله عليه وسلم
لتعرف عير أبي سفيان، وبعث معه عينا آخر اسمه «عدي بن أبي الزغباء الجهيني» يتجسسان خبر أبي سفيان في وقعة بدر، فسارا حتى أتيا قريبا من ساحل البحر. ومنهم «عبد الله بن أبي بكر الصديق»، كلفه أبوه حين خرج مع النبي للمهاجرة أن يستمع أخبار قريش ويأتيهما بها وهما في الغار، وكان شابا فطنا، كان يبيت عندهما ويخرج وقت السحر، فيظل مع قريش يتسمع أخبارها وينقلها إلى النبي وأبيه. وممن بعثهم يتجسسون له أخبار العدو يوم بدر «علي بن أبي طالب» و «الزبير بن العوام» و«سعد بن أبي وقاص».
104
وممن كان يتجسس للنبي «طلحة بن عبيد الله» و«سعيد بن زيد»، بعثهما إلى طريق الشام يتجسسان أخبار قريش، ثم رجعا إلى المدينة فقدماها يوم بدر، فضرب لهما الرسول بسهميهما وأجرهما. وفي طبقات ابن سعد: أن «أبا تميم الأسلمي» أرسل غلامه «مسعود بن هنيدة» من العرج على قدميه إلى رسول الله يخبره بقدوم قريش عليه، وما معهم من العدد والعدد والخيل والسلاح يوم أحد. وفي الاستيعاب: أن «حذيفة بن اليمان» بعثه النبي يوم الخندق ينظر إلى قريش، فجاءه بخبر رحيلهم.
105
وبعث
صلى الله عليه وسلم
يوم غزوة هوازن «عبد الله بن أبي حدرد»، وأمره أن يدخل في الناس فيقيم فيهم حتى يعلم علمهم ويأتيه بخبرهم، فانطلق ابن أبي حدرد حتى دخل فيهم، فأقام بينهم حتى سمع وعلم ما قد أجمعوا عليه من حرب رسول الله ...
106
Unknown page