Tarikh Umma Casr Inbithaq
عصر الانبثاق: تاريخ الأمة العربية (الجزء الأول)
Genres
فلم يكن العمالقة الهكسوس إذن طغاة ولا جفاة ولا غاصبين، ولكنهم كانوا ملوكا حلفاء أوفياء للفراعين، ولكنهم حين أرادوا السيطرة على ديارهم فتحوا أرض مصر كما فتحها عمرو بن العاص من بعدهم.
يقول المؤرخ يوسيفوس اليهودي المتوفى في أواخر القرن الأول للميلاد، نقلا عن المؤرخ الإسكندري المتوفى في أواسط القرن الثالث قبل الميلاد، أثناء كلامه عن نشوء دولة الهكسوس، ما ترجمته: واتفق على عهد تيماوس أحد ملوكنا أن الإله غضب علينا، فأذن لقوم لا يعرف أصلهم جاءوا من الشرق، وتجاسروا على محاربتنا، وغلبونا على بلادنا، وأذلوا ملكونا، وأحرقوا مدننا، وهدموا هياكلنا وآلهتنا، وساموا الناس ذلا وخسفا، فقتلوا الرجال، وسبوا النساء والأولاد، ثم نصبوا عليهم ملكا اسمه سلاطيس أقام في منفيس، وضرب الجزية على مصر أعلاها وأسفلها، وأقام الحامية في المعاقل لدفع الآشوريين عن وادي النيل إذا طمعوا فيه، وبنى مدينة «أوراس» في ولاية «صان» لهذه الغاية، وحصنها بالأبراج والقلاع والأسوار، وأكثر من حاميتها حتى بلغ عددهم «240000»، وكان سلاطيس يأتي إليها في الصيف؛ لجمع الحنطة، ودفع رواتب الجند، وتمريسهم بالحرب، وبعد ثلاث عشرة سنة من حكمه خلفه ملك اسمه بيون، وحكم أربعا وأربعين سنة، وجاء بعده «أبا خناس» وحكم ستا وثلاثين سنة، ثم «أيوفيس» وحكم إحدى وستين سنة وشهرين، وهؤلاء الستة هم أول من حكم من ملوكهم، ولم يكفوا عن محاربة المصريين؛ لأنهم كانوا يلتمسون إبادتهم. وكانت هذه الأمة تسمى هكسوس
Hyksos ؛ أي الملوك الرعاة لأنها مؤلفة من: هيك
Hyk
ومعناه باللغة المقدسة المصرية «الهيروغليفية»: «ملك»، و
Sos
ومعناه: «راع»، ولكن البعض يقول إنهم عرب.
17
ولقد تعمق في دراسة تاريخهم المستشرق البروفسور بروغش
Brugcsh
Unknown page