Taʾrih Tur ʿAbidin
تأريخ طور عابدين
Genres
وخلاصة القول ، ليس لدينا مصادر تاريخية هامة في هذه المنطقة غير التي سجلت بالسريانية وبيد أبنائها ، وخاصة القس ادي السبريني.
ومما نعرفه عنها هو:
في سنة 1709 يونانية ( 1398 م ) في نهاية ايلول نشبت حرب على القرية الصغيرة المسماة ( الدير الصغير ) في منطقة باعربايا ( ديار العرب ) قتل فيها بدر الدين والي قلعة هيثم ، فانه مات في حصن كيفا متأثرا من جرح بليغ فيه ، واندحر الرئيس ملكي السبريني ومن معه .
وفي سنة 1743 يونانية ( 1432 م ) استولى الاكراد على قلعة هيثم ، وفي سنة 1744 ( 1433 م ) نهب السلطان حمزة بن عرتمان التركي ( الاصح التركماني ) منطقة هيثم ، وساق في السبي جميع سكان باسبرينا وأسكنهم في منطقة ماردين حتى تصالح الولاة فافتدوا بني باسبرينا بمبلغ باهض واسترجعوهم من حكم حمزة ، وذهب وزير الحصن وأتى بالفلاحين الى القرية .
وفي سنة 1759 يونانية ( 1448 م ) اسر علي صاحب القلعة الجديدة من قبل الأمير احمد صاحب قلعة هيثم وهو ابن نطفة .
وفي سنة 1762 يونانية ( 1451 م ) نزل الى قلعة هيثم الملك الحسن ، والملك مبارك ، والملك سليم أبناء الملك كامل ، واستقبلهم أميرها حاجي عون ، وحاكوا مؤامرة وهاجموا قلعة الحصن ، وقتلوا أخاهم ناصر ، وملك أخوه محمد .
وفي سنة 1773 يونانية ( 1462 م ) استولى الامير التركي الأعور ابن خليل مولى حسن بك الطويل على قلعة هيثم ، وطرد منها الامير احمد بن نطفة الضرير ، وجمع اليه عصابات كثيرة من الاكراد اليزيدية والجارودية والمحلمية ، وامرهم ان يعيثوا في الارض سلبا ونهبا وتقتيلا ، وان يقتلوا الامير أحمد الأعور المتحصن يومئذ في القلعة . اما خليل المشار اليه فقد كان مستوليا على مدينة شروان ، وكان في صبيحة كل يوم يهاجم صاحب قلعة هيثم ، ويسبي ويقتل من الاكراد أتباع الضرير . وكان المتحصنون في قلعة هيثم ايضا يخرجون ويعيثون في المسيحيين نهبا وقتلا . وارسل ابن نطفة لصوصا على باسبرينا فقتلوا فيها ثلاثة رجال وسبوا كثيرين ، وأسروهم في القلعة وباعوا كل واحد منهم بمبلغ باهض من المال . اما صاحب هيثم فانه ثار على الحصنيين والتركمان ، واستولى على مقادير كثيرة من الحنطة والشعير والعسل والزبيب والاغطية المحفوظة في القلعة ، واستحلف التركمان بالا يسيئوا اليه ، وأعطوه قلعة هيثم بعد ان كبد المنطقة ضيقات كثيرة .
اما بقية الحصون بما فيهم حصن هيثم ايضا ، فتروى عنها الاحاديث التالية :
“ حدثنا كاتب قصة مار يعقوب الحبيس في دير صلح قال :
ان آمد احبها الملك قسطوس بن قسطنطين الكبير ، لأنه هو الذي رممها وجملها وفضلها على جميع مدن مملكته ، وأخضع لها سائر المدن من رأس العين الى نصيبين . ومن ميافرقاط وأرزون والى حدود كردستان . وبما ان هذه المناطق كانت مجاورة لبلاد الفرس ، وكان اللصوص الفارسيون يغيرون عليها فيسلبون وينهبون ويقتلون ، اما طور عبدين فكان منطقة متوسطة بين هذه المناطق ، فابتنى فيه الملك حصنين عظيمين وحصينين ليكونا ملجأ لسكان هذه المناطق ابان المحن وخاصة عند غارات العصابات الفارسية . وأقام احدهما على الحدود العربية الى جانب الجبل ( وهذا هو حصن هيثم ) وشيد الثاني على نهر دجلة وسماه حصن كيفا او الحصن الحجري ، وجعله قلعة لحماية المنطقة كلها . واشتهر هذا الحصن الحجري بعد زمن طويل بالملوك الأقوياء الأيوبيين ، كما سيأتي في حينه .
Unknown page