Taʾrih Tur ʿAbidin
تأريخ طور عابدين
Genres
وعندما شغر كرسي طور عبدين ، كان سكان المنطقة يطلبون شخصا اسمه ديونيسيوس بتأثير اثناسيوس (الصندلي) . وكان غيرهم يهيجون كالكلاب السائبة . وعندما كان الصندلي (اثناسيوس) يحرض ، كان يمانع داود اسقف دارا ، وسرغونا اسقف ماردين ، وكان يقول داود اني ارغب ان يكون ديونيسيوس مطرانا لحران . وهذا وان ايده في رأيه سكان المدينة بالاضافة الى الصندلي ، الا ان الاساقفة لم يوافقوا ، وكان معهم البطريرك يعقوب ، ولم يستطيعوا ان يعارضوا . وقد علم ان الحسد حملهم على ذلك . كتب الى ديونيسيوس لكي يرسمه
إن قرياقس مطران سجستان ، اعتمد على معلم شرير ، هو ابن سلطا الرأسعيني ، زورا (سوية) سفرا وسمياه (رؤيا اخنوخ) ودسا فيه رموزا وأقوالا ، تشير الى ان مروان سيرقى عرش المملكة ويخلفه ابنه على العرش . فقدم الكتاب الى مروان بيد احد منجميه ، قرأه وسربه كالطفل ، وامر ان يفسره قرياقس ، ففسره طبقا لآمال الملك . ومن شدة فرح الملك بهذا ، أمر ان يطلب اليه قرياقس كل ما يشاء . فكتب اليه قرياقس قائلا: اني مطران سجستان ، وبما ان تلك البلاد هي لاعدائك ، ارجو ان تأمر ببقائي في طور عبدين لأكون قريبا إليك ، لأن كرسي طور عبدين شاغر من اسقف . فارسل الملك الى البطريرك يقول: لا ترسم اسقفا لطور عبدين حتى آمرك . وهنا فتح هذا الباب لهؤلاء الذئاب ، فكان قرياقس يطلب مرعيث طور عبدين تارة ، وطورا يطلبها اباي اسقف ارزون ، واخرى يريدها جبرائيل ، وغيره وغيره . وكانوا بذلك يعدون لتمزيق الكنيسة والقاء الشقاق فيها . ولم يبحث امرقرياقس في المجمع الذي التأم في رأس العين خوفا من الملك . وكان البطريرك يحرم قرياقس والذين يحازبونه صراحه . وقبل وافق عليه كثيرون من سكان المنطقة . اما ابرشية طور عبدين فلم تعط لا لقرياقس ولا لجبرائيل مطران قرتمين . اما ديونيسيوس فلما رأى ذلك انسحب ومضى في سبيله دون ان يرسم
وعندما جمع البطريرك مجمعا في حران حرم قرياقس ، وجبرائيل الذي رسمه قرياقس علنا لسجستان وسرا لطور عبدين ، وصارا لبعضهما البعض حجر عثرة
اما الصندلي ... فقد وصل الى نصيبين وبرفقته جبرائيل الداهية ، الذي اذ لم يصب ما كان يبغيه من البطريرك تركه وانحاز الى اثناسيوس (الصندلي) واشياعه ، ولم يستطع ان يعطي لجبرائيل إلا زاوية صغيرة من طور عبدين ، والباقي اعطاه لقرياقس . وهكذا حملهم قسرا على التوقيع . وشوهد توقيع قرياقس في المجمع الذي عقد في تلا هكذا : قرياقس مطران طور عبدين وحصن كيفا . وأمر جبرائيل القرتميني ان يذهب الى سجستان ، وإلا يحرم . وهكذا ترك قرياقس وقتيا
في سنة 1140 يونانية (829 م) مات ميخائيل ملك الرومان فخلفه تيوفيلوس . وفي هذا الزمان ظهر رجل كردي فادعى انه المهدي المنتظر ، وتبعته جماهير غفيرة من الاكراد ومعظمهم كانت غايتهم النهب والسلب . وعاثوا في بازبدي وطور عبدين نهبا وتقتيلا وفي الوقت عينه ، سنة 1151 يونانية (840 م) سار رجل اسمه مالك على آل ربيعة وهم قتلة سفاكون بطبعهم ، فراح يعيث في المنطقة ، وضرب مناطق نصيبين وسنجار وجبل الطور
عندما رأى يوحنا التكريتي (مفريان المشرق) ما أصاب الكنيسة من انقسام ، ابتعد هو ايضا عن خشية الله ورسم اسقفا لنصيبين ، ومد يده الى طور عبدين حتى ناهضه رهبان دير قرتمين
ان الخصومة التي نشبت بين البطريرك (اثناسيوس) وابن الصابوني ، وثلاثة اساقفة شيوخ ، هم ابن موديانا ، الذي عزله من كرسي ملاطية ، واسقف قليسورا واسقف طور عبدين ، الذين قطعهم البطريرك ، لأنهم اهانوه . ومات هؤلاء الاساقفة ، ولم يحلهم من القطع ، كل ذلك ادى الى الشكوك عند الكثيرين .
وفي سنة 1413 يونانية (1102 م) قتل مطران حمص مخنوقا ، ومطران طور عبدين رفضه ابناء رعيته . وفي سنة 1457 يونانية (1146 م) ثارت الاضطرابات في البلدان ، وانتشر اللصوص الاتراك في كل مكان من ملك زنكي ونهبوا كل ما اصابوا بدون رحمة . وفي حينه نهب دير قرتمين وقتل فيه اربعة رهبان . وفي الوقت عينه هاجم قرا ارسلان صاحب حصن كيفا طور عبدين ، لأن المنطقة كانت تحت حكم ابيه سابقا ، فاستولى عليها زنكي ، فاسترجعها (ارسلان) بعد حروب كثيرة
في سنة 1486 يونانية (1175 م) قتل اغناطيوس مطران طور عبدين ، لأنه كان مصابا بالطمع الشديد وكان يجمع الدراهم بدون حياء فيعبد المادة ، وهي الوثنية بعينها . ولم يخجل حتى عند توبيخنا له . بله القوانين الكنسية ، وأضاف شرا على شر ، إذ ترك الاعتماد على الله وراح يعتمد على نفوذ الحكام الزمنيين ، وكأنه اراد جمع الذهب بواسطة كهذه ، لذلك تخلى الله عنه . ففي يوم احد ترك الخدمة المقدسة ، وخرج ليذهب الى احد الحكام لينتحل اسبابا كعادته ، ويلقي في غياهب السجون الرهبان والقسس والمؤمنين . وفي الليل هاجمه اكراد في الطريق ، فوقع الشرير بين الاشرار فهرب من معه ، وراح المهاجمون يوسعونه ضربا وتجريحا وتركوه اخيرا يلفظ انفاسه الاخيرة . وفي الصباح شاهده بعض المارة ، فمات حالا . وقبل مديدة كان قد قتل في قرية حاح رجال مؤمنون ، يعتقد انهم قتلوا بسعاية هذا المطران ، وهم القس مرزوق وبرصوم اخيه ابنا قرياقس ، واولادهما . ولذلك اعتقد بعضهم ان مقتل المطران كانت نتيجة لثأر هؤلاء القتلى ، ومهما كان الامر فان ذلك نتيجة للاهمال الالهي .
وفي سنة 1176 م في ايام الربيع انحسر المطر فيبست الزروع وبقية النباتات . وحدث قحط عظيم ، حتى ان قرى كثيرة خلت من السكان في اورشليم وبقية انحاء فلسطين ، وفي سوريا الداخلية ونصيبين وطور عبدين .
Unknown page