Tarikh Tarjama
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Genres
22
كذلك كانت الكتب التي كتبها كبار المؤلفين الأوروبيين في ذلك العصر، وترجمت في مدارس محمد علي؛ فإنها كانت تترجم في معظمها لتلقى دروسا على الطلاب؛ فكتاب «اللآلئ البهية في الهندسة الوصفية»: «لما أكمل تعريبه وتدريسه في مدرسة الهندسة النفيسة - المهندسخانة الخديوية - معدن النفائس الرياضية، تداولته أيدي التصحيح ونقحته غاية التنقيح ...»
23
ثم قدم للمطبعة فطبع في بولاق سنة 1261.
ويقول أحمد فايد في مقدمة «كتاب علم تحرك السوائل»: «حيث كانت المعارف البشرية آخذة في التقدم على ممر الأزمان، وكان ممن ربح في هذه العلوم اللطيفة المهندس بيلانجيه، فألف في ذلك تأليفا دل على غزارة عقله، وحيث كان فريد عصره، ووحيد دهره، جناب «لامبير بك» الجليل الشأن، ناظر مدرستنا الآن، يستنشق أخبار تلك اللطائف، فحين عثر على تلك المؤلفات الغربية، ورأى ما فيها من الفوائد الجمة العجيبة بادر بجلبها إلى الديار المصرية، وأراد تدريسها بالمهندسخانة الخديوية، وحيث كنت أنا معلم تلك العلوم فيها، ولي الوقوف على مبانيها ومعانيها، تبعت هذا المؤلف في تدريسي وتقريري، وجعلته إمامي وسميري، ولما اطلعت على فرائده، وتضلعت من فوائده، لاح لي أن أترجم هذا الكتاب، فقضيت أغراضي وآمالي، وترجمت مجلداته الأربع على التوالي ... إلخ.»
وقد كان للكثيرين من أساتذة مدارس محمد علي نشاط ملحوظ في التأليف؛ فكانت كتبهم ، في معظمها، هي محاضراتهم التي يلقونها على الطلاب، تجمع وتترجم، ثم تحرر وتصحح وتطبع، وممن ترجمت كتبهم من أساتذة مدرسة الطب مثلا: (1) «الدكتور برنار» معلم قسم حفظ الصحة، ألف كتاب «قانون الصحة»، وترجمه إلى العربية جورجي فيدال، وطبع في بولاق سنة 1248. «وكتاب المنحة، في سياسة حفظ الصحة، ترجمه جورج فيدال»، وطبع في بولاق سنة 1249. (2) «الدكتور سوسون» معلم الفسيولوجيا، ألف كتاب «إسعاف المرضى من علم منافع الأعضاء، ترجمه إلى العربية علي أفندي هيبة، وطبع في بولاق سنة 1252». (3) «الدكتور لافارج»، ألف كتاب «نزهة الأنام في التشريح العام»، وترجمه يوسف فرعون، وطبع في بولاق سنة 1255 / 1840.
وكتاب «روضة الأذكيا في علم الفسيولوجيا»، وترجمه أيضا يوسف فرعون، وطبع في بولاق سنة 1256 / 1841. (4) «الدكتور فيجري»، ألف كتاب «الدر اللامع في النبات وما فيه من الخواص والمنافع»، ترجمه السيد حسن غانم الرشيدي، وطبع في بولاق سنة 1257.
غير أن اثنين من هيئة التدريس في تلك المدارس كانا أوفر نشاطا من جميع زملائهما، وأكثر إنتاجا، هما: الدكتور كلوت بك، والدكتور برون، وكلاهما تولى نظارة مدرسة الطب المصرية في عصر محمد علي. (1) الدكتور كلوت بك
التحق الدكتور كلوت بك بخدمة محمد علي في سنة 1825؛ فقد رأى عاهل مصر - بعد تكوين جيشه الجديد - أنه في حاجة ماسة إلى أطباء أوروبيين للإشراف على صحة ضباطه وجنوده؛ فكلف التاجر الفرنسي «تورنو
Tourneau » أن يرحل في سنة 1825 إلى فرنسا لكي يتعاقد مع أحد الأطباء الفرنسيين، وسافر «تورنو»، واتصل بأحد أطباء «مرسيليا» وهو الدكتور «أنطوان برتلمي كلوت
Unknown page