Tārīkh al-tarjama waʾl-ḥaraka al-thaqāfiyya fī ʿaṣr Muḥammad ʿAlī
تاريخ الترجمة والحركة الثقافية في عصر محمد علي
Genres
وهناك كتب كثيرة ترجمت تحقيقا لرغبة محمد علي باشا، أو لرغبة ابنه إبراهيم باشا في بعض الأحيان، وهذه في الغالب إما كتب تبحث في فن الحكم، ونظمه، وسياسته؛ ككتاب الأمير لمكيافلي أو مقدمة ابن خلدون، وإما كتب في التاريخ، وخاصة ما تناول منها سير وتراجم العظماء والمصلحين؛ كالسيرة النبوية، وتاريخ الإسكندر ونابليون، وكاترين، وبطرس الأكبر، وإما كتب فيها تعريف بالدول الأوروبية الكبيرة؛ كتاريخ إيطاليا، ورحلة رفاعة، وتاريخ فرنسا، إلخ. أما الكتب التي كان يشير بترجمتها إبراهيم باشا، فكانت في الغالب كتبا حربية؛ كوصايا فريدريك الأكبر لضباطه، أو الكتب التعليمية لفريق الجيش المختلفة. (د)
وكانت بعض الكتب تترجم خصيصا للمكتب العالي، حيث تستعمل لتعليم أولاد محمد علي وأحفاده؛ فقد ذكر مثلا في مقدمة كتاب «إفاضة الأذهان في رياضة الصبيان» أنه ترجم «برسم حضرة أنجال الخديو الأعظم، وحفدة الداوري الأكرم، وليشتغل به تلاميذ المكتب العالي». (ه)
ولم نلاحظ أن هناك كتبا ترجمت لتحقيق المثل الأعلى لمثل هذه الحركة - وهو نشر الثقافة العامة بين الشعب - وإن كنا لا ننكر أن محمد علي خطا مرة خطوة نحو تحقيق هذا الغرض؛ فأمر بتأليف وترجمة كتابين لنشر الثقافة الطبية بين عامة الشعب، وهما: «كنوز الصحة ويواقيت المنحة» و«الدرر الغوال في معالجة أمراض الأطفال»، غير أنه لم يتبع هذه الخطوة بخطوات أخر، أما المعهد الذي سعى لتحقيق هذا الغرض وكان يقدر له النجاح لو طال به العمر، فهو مدرسة الألسن، وسنفصل الكلام عن جهد هذه المدرسة في هذه الناحية عند كلامنا عن أثر الترجمة في المجتمع المصري. (2) عن أي اللغات وإلى أي اللغات
كذلك نلاحظ أن حركة الترجمة في عصر محمد علي كانت حركة واسعة شاملة؛ فلم تقتصر على الترجمة عن اللغات الأوروبية، بل شملت الترجمة عن كل اللغات الأوروبية والشرقية الحية وإليها، فترجمت كتب عن الفرنسية، أو الإيطالية، أو عن ترجمات فرنسية عن الإيطالية والإنجليزية، أو عن ترجمات إيطالية عن الفرنسية، إلى اللغتين العربية والتركية.
1
وترجمت كتب عن العربية إلى التركية، أو عن التركية إلى العربية.
وترجمت كتب عن الفارسية إلى التركية، وترجم كتاب واحد - وهو كلستان سعدي - عن الفارسية إلى العربية.
2
وقام بالترجمة عن العربية إلى اللغات الأوروبية جماعة من المستشرقين الذين عاشوا في مصر في ذلك الوقت؛ فقام «الدكتور برون»
3
Unknown page