Tarikh Sini
تاريخ سني ملوك الأرض والأنبياء عليهم الصلاة والسلام
Genres
وأما عام موت كعب بن لوي فإنهم أرخوا به زمانا طويلا. وذكر الزبير بن بكار أنه كان بين موت كعب بن لوي وبين عام الفيل خمس ماية وعشرون سنة.
وأما عام الغدر، ويقال أيضا حجة الغدر، فإن ملكا من ملوك حمير كان وجه بكسوة إلى الكعبة، فشدقوز من بني يربوع على رسله فقتلوهم قبل أن يصلوا إلى الحرم ، وانتهبوا ذلك المتاع، فبلغ خبرهم من مكان اجتمع بالموسم من إفناء القبائل، فوثب بعضهم على بعض فبذلك سميت حجة الغدر. وذكر الزبير بن بكار أن عام الغدر كان قبل المبعث بمايتي سنة.
وأما عام الفيل الذي هو عام ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان لأربع وثلاثين سنة من ملك أنوشيروان، ولثماني سنين من ملك عمرو بن هند وملك الروم وهو قسطروندس، وذلك قبل المبعث بأربعين سنة. واتفق عام المبعث مع السنة العشرين من ملك ابرويز، ويقال مع السنة السادسة عشرة من ملكه. وملك الحيرة يومئذ أياس بن قبيصة الطائي مع البحرجان الفارسي، على رأس سنتين وأربعة أشهر من ملكهما، وعلى اليمن يومئذ باذان، وفيها بعث باذان باللطيمة من اليمن إلى أبرويز، فشد عليها قوم من بني تميم فانتهبوها، فخوفهم الرسول عقوبة الملك فقالوا: آكلة وموتة. فذهبت مثلا. وهم أول من قال ذلك، فبعث إليهم أبرويز دادفروز بن حشنشفان، وهو الذي سمته العرب المكعبر، لأنه كان يقطع أيدي بني تميم الذين أغاروا على اللطيمة، فكان من أمره يوم الصفقة ما كان. ولم تزل أساري يوم الصفقة محبسين في سجن المكعبر بالبحرين حتى أخرجهم العلاب الحضرمي، لما استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين.
فأما عام الفجار فهو الفجار الثاني فإنه كان بعد عام الفيل بعشرين، وبين الفجارين يوم جبلة.
Page 114