وعندهم أن الخيل في الخريف لا تزيد ولا تنقص ومن أقوالهم:
تشرين في تشرين بيقل جريهن
وفي ذمتي جري المكرمات يزيد
ولهم قاعدة في معرفة علو الخيل منذ ولادتها، قالوا: إن ذراع المهر يوم ولادته من أعلى الحافر عند منبت الشعر إلى مفصل الركبة، هو ربع العلو الذي يصير إليه عند البلوغ، ولكن خيلهم لا تعلو كثيرا، وأعلى ربع للخيل عندهم 19 قيراطا، فما بلغ هذا الحد استوفى علوه.
سباق الخيل:
وهم يتسابقون على الخيل والإبل في أيام الأعياد والأفراح، وزيارة الأولياء، واستقبال الضيوف، وأهم سباقهم سباق الخيل في أيام عيد الأضحى وختان الأولاد.
ففي سباق عيد الأضحى يجتمع البدو نساء ورجالا في ميدان متسع صالح للسباق، فتقف النساء في جانب منه، وفي يد إحداهن منديل أحمر مرفوع راية على عصا، ويقف الفرسان في الجانب الآخر من الميدان، والرجال المتفرجون في صف النساء على نحو كيلومتر منهن، فحالما يرى الفرسان الراية قد ارتفعت في صف النساء يطلقون الأعنة لخيولهم، فمن فاز بها أولا كان السابق، فإذا طارده أحد أقرانه وأخذها منه كان هو الفائز وإلا بقي الفوز للأول.
وفي سباق الختان يرفعون قفطانا من الأطلس راية بدل المنديل الأحمر، ترفعه امرأة راكبة جملا، وقد قص علي بعض الرميلات ما كان لهم في سباق مع الترابين قبيل الثورة العرابية، قالوا: احتفل الرياشات أحد فروع السواركة بطهور (ختان) بعض أولادهم، فأقاموا سباقا للخيل جمع جما غفيرا من فرسان السواركة والترابين، وكانت الراية قفطان حرير، ففاز بها ترباني يسمى مهيزع بن علي، ولم يأت إلى موقف الرجال كما هي العادة، بل بقي سائرا بالراية إلى قومه، فأخذت النخوة سعيد أبو شيخة من فرسان الرميلات، وكان راكبا فرسا حمراء من أصل «الكبيشة»، فدفع فرسه وانطلق وراءه حتى أدركه وأخذ الراية منه، ولبسها وعاد بها إلى الميدان.
وكان ممن حضر هذا السباق ابن لمهيزع يدعى عليا، فلما رأى الرميلات قد استردوا الراية من أبيه أخذته الغيرة، وطلب من السواركة أن يقيموا سباقا آخر ، ففاز بالراية ولحق بأبيه فتبعه مسلم أبو صفرة الرميلي، وكان راكبا فرسا حمراء من أصل الجريبة، وهو من الأصول المشهورة أيضا، فأدركه قبل أن يصل قومه واسترد الراية منه، وعاد إلى الميدان بين زراغيت النساء وترحيب الرجال، هذا في الخيل والإبل.
وأما «الحمير» فهم يقتنونها لركوب النساء، وجلب الماء عليها من الآبار.
Unknown page