138

Tārīkh Sīnāʾ waʾl-ʿArab

تاريخ سينا والعرب

Genres

وفي واجهة القلعة فوق البوابة ثلاثة حجارة تاريخية في صف واحد بين الحجر والآخر نحو ذراع عليها كتابة بالعربية بحروف ناتئة، الحجر الأول عن يمين الداخل مستدير الشكل، قطره نحو قدم، لم يبق ظاهرا من النقش عليه سوى هذه الكلمات: «مولانا السلطان، عز نصره» ا.ه. والثاني في الوسط في شكل الأول، وحجمه، وعليه هذه العبارة: «مولانا السلطان مراد خان عز نصره سنة ...» ا.ه. والتاريخ غير ظاهر تماما، وقد يوهم هذا الحجر أن السلطان مراد هو باني القلعة، والحال أن بانيها هو السلطان قانصوه الغوري كما قدمنا، والظاهر أن السلطان مراد رممها، فوضع هذا الحجر تذكارا لذلك، والحجر الثالث عن اليسار مربع الشكل مستطيله، منقوش عليه هذه العبارة: «جدد هذا المكان المبارك مولانا السلطان أحمد ابن السلطان محمد خان، عز نصره، مدة راجي محمد باشا سنة 1117ه/1705م.»

وفي القلعة الآن مدفع جبلي من متخلفات حاميتها القديمة، يطلق في أيام الأعياد إعلانا لها، وهناك نفر من البوليس غير النظامي، وأكثرهم من أهل نخل، وعليهم ناظر من الجيش المصري، وثلة من العساكر النظامية مؤلفة من 25 جنديا وضابط لخفارة المحجر. (ب) بلدة نخل

أما بلدة نخل فإلى جانب القلعة الجنوبي الشرقي، على نحو 20 مترا منها، وفيها نحو ستين بيتا، ولها شارع واحد يقسمها إلى قسمين، شرقي وغربي، وهي مبنية بالطوب النيء، وقد جدد فيها منذ سنة 1906م إلى اليوم عدة منازل بنيت بالحجر على الطراز الجديد، بعضها من بناء المحافظة، وبعضها من بناء الأهالي، وكل منازلها طبقة واحدة أرضية إلا ثلاثة منازل أو أربعة، فإن لكل منها طبقة عالية بغرفة أو غرفتين، يصعد إليها بسلم ضيق، وأكثر منازلها القديمة لا منفذ لها إلا باب بمصراع واحد، ولبعضها كوى ضيقة عارية أو مكسوة، وقد جدد فيها سوق من بناء الأهالي جنوبي البلدة، مؤلفة من خمسة دكاكين تباع فيها الحبوب والملبوسات وغيرها.

وأما الأبنية التي جددتها المحافظة فهي: أربعة منازل في صف واحد شرقي البلدة، بينها وبين البلدة شارع جديد فيها مستشفى، «ومضيفة» للعربان، ومنزل للبوليس الهجانة من غير سكان البلدة، ومنزل لكاتبي المحافظة الأول والثاني.

ومن الأبنية التي أحدثتها المحافظة: ناد للموظفين شرقي هذه المنازل، بينه وبينها شارع جديد، «وثكنة» للعساكر النظامية شمالي البلدة وشرقي القلعة على نحو مائة متر من كل منهما، «ومحجر» صحي مجهز بالخيام، وعليه نطاق من السلك والأخشاب شرقي الثكنة، يأوي إليه الحجاج الذي يأتون بدرب الحج المصري القديم، فيقضون فيه الحجر الصحي بخفارة العساكر النظامية، ثم يستطردون السير إلى مصر.

شكل 1-6: الشيخ أحمد زاهر عفيفي إمام ومأذون الشرع الشريف في نخل في الوسط، وعن يمينه اليوزباشي أحمد أفندي مختار، واليوزباشي محمد أفندي توفيق خيري، ناظران في سيناء سابقا، وعن شماله الملازم أول حسن أفندي حلمي السماع ضابط القسم العسكري بنخل سابقا، ومدفع نخل.

وتجاه القلعة من الشرق على محاذاة البلدة جامع صغير بلا مئذنة، يجتمع إليه أولاد البلدة لتعلم القراءة والكتابة، يعلمهم الآن الشيخ زاهر أحمد عفيفي إمام الجامع ومأذون الشرع الشريف في نخل، وهذا الشيخ أقدم موظف مصري في سيناء، وقد كان قبلا مأذون قلعة العقبة وإمامها، وقد باشرت المحافظة حديثا بناء جامع فخم في شمال البلدة بقرب الجامع الحالي، وارتفع البناء نحو ذراع فوق الأرض.

وفي سنة 1906 مد خط التليفون من نخل إلى السويس، فكان طوله إلى شط السويس الشرقي نحو 120 كيلومترا، وفي هذه السنة (1914) تمت المواصلات التليفونية بين نخل والعريش بطريق القصيمة ، ولنخل بريد أسبوعي يحمل على الإبل يربطها بالسويس ومصر كما سيجيء.

وقد اختلف الباحثون في أصل تسمية هذه المدينة بنخل، فقال بعضهم: إنها متخلفة عن «نخل مصرايم» الاسم الذي أطلقه العبرانيون على وادي العريش (أشعيا ص23 عدد 12)، وظن آخرون أنها تحريف نخل، ولكن لم يسمع في تاريخها أنه كان فيها نخل قبل سنة 1906 كما سيجيء، هذا وكانت قديما تدعى أيضا نخر، ولكن هذا الاسم فارقها بتاتا ولم يبق من يعرفها بهذا الاسم الآن. (ج) جبانة نخل

وأما جبانة نخل، فإلى الشرق والشمال الشرقي من القلعة على نحو عشرين مترا منها، وفيها قبران شهيران يزورهما أهل نخل والبادية، ويحلفون بصاحبيهما، وهما، قبر الشيخ النخلاوي وعليه قبة، وقبر الشيخ الحجاج، وهو مبني على شكل ظهر الثور. (د) قبر الحجاج

Unknown page