131

Tārīkh Sīnāʾ waʾl-ʿArab

تاريخ سينا والعرب

Genres

وإلى شمال المنشية، على نحو نصف ميل منها، ومثل ذلك شرقي مدينة الطور، حدائق من النخيل تدعى «مسيعط»، اتخذ محافظ سيناء الأسبق منها أرضا مساحتها فدانان، وغرسها بستانا من النخيل وأشجار الفاكهة والخضرة، وحفر فيها بئرا جعل عليها طلمبة تدار بالهواء. (د) حمام موسى

وإلى شمالي مدينة الطور على نحو كيلومترين منها حمام موسى، وبقربه حدائق متسعة من النخيل، فيها مساكن للمواطرة المار ذكرهم، وفيها منزل لرهبان دير سيناء قائم وسط حديقة جميلة من النخيل وأشجار الفاكهة. (ه) وادي حمام موسى

وعلى نحو ميل من الحمام شمالا «وادي الحمام»، وهو مشهور هناك «بالوادي»، وفيه نخل كثير لأهل الطور ومساكن للمواطرة وغيرهم من البدو.

وهناك خرائب دير قديم لم يبق ظاهرا منه سوى قنطرة بالحجر المنحوت، وكنيسة صغيرة لا تزال جدرانها قائمة إلى الآن، قيل إنهما من بناء القرن الرابع أو قبله، وفي نخل هذا الوادي قبر يزار للشيخ الحريزي من عرب المواطرة. (1-3) آبار مدينة الطور

وفي مدينة الطور وضواحيها آبار قديمة العهد، كان يستخدمها الأهلون للغسل، ويشربون من «بئر مراد» في الكروم، فلما ضمت الكروم إلى المحجر جرت مصلحة المحاجر بعض ماء البئر إلى خارج النطاق الصحي، ثم إلى مدينة الطور ليستقي منها أهل المدينة والمنشية، وسمحت لرهبان دير سيناء فجروا الماء منها إلى منزلهم. (1-4) سكان الطور

أما سكان مدينة الطور والكروم الجديدة فلا يزيد عددهم عن 300 نفس، نصفهم نصارى على مذهب الروم الأرثوذكس، وهم سكان مدينة الطور نفسها، والنصف الآخر مسلمون وهم سكان «الكروم»، أما المسلمون فيظن أنهم من متخلفي العساكر الذين كانوا يخفرون قلعتها والبحارة الذين جاءوها من السويس، وما زال أكثرهم يشتغلون في المراكب إلى الآن، ومن وجهائهم الشيخ أحمد موسى راضي والشيخ محمد عبد القادر، وأما النصارى فهم من متخلفي زوار الدير وموظفيه، نصفهم أروام من جزائر الأرخبيل الرومي، والنصف الآخر سوريون من القدس الشريف وغيرها، وأكثرهم تجار بالحبوب والمأكولات والأقمشة مع البدو.

وأهم أسر النصارى في الطور: أسرة عنصرة جاءوها من القدس، وكبيرهم الآن الخواجا ميخائيل عنصرة، وكان كبيرهم قبله المرحوم قسطنطين عنصرة، فكان وكيلا لدير سيناء وللقنصلية الروسية في الطور، وأسرة براميلي وكبيرهم الخواجا واسيلي، وكيل قنصلية ألمانيا فيها، ومنها أسر أبو يني، وغرغوري، وأبو عطا، وطناشي، وبولس.

هذا، وكانت نظارة الداخلية المصرية قد جعلت مدينة الطور منفى للمتشردين المصريين، فكان فيها منهم سنة 1905 خمسة شبان، ثم أبطل النفي إليها سنة 1907. (1-5) قلعة الطور

وكان في جنوبي مدينة الطور قلعة قديمة فوق البحر من بناء السلطان سليم في المشهور، أدركها الخراب منذ عشرات السنين، فاستخدم الأهلون حجارتها لبناء منازلهم، وساعدهم حديثا بعض موظفي الحكومة على محو آثارها، فاستخدموا ما بقي من حجارتها حتى حجارة أساسها في بناء منازل للحكومة في المدينة، ولم يبق ما يدل عليها سوى أثر الحفر في أساسها، وشهادة أهل الطور الذين عاصروا خرائبها. (أ) كتاب الأم

هذا، وكان في قلعة الطور سجل كتب فيه صور الدعاوي والحكم فيها، وصكوك المبايعات والرهونات في النخيل والأراضي الزراعية، في مدينة الطور وحديقة فيران وضواحيهما من أملاك الرهبان والطورة من بادية وحضر، وفيه صكوك الزواج والطلاق، وتحرير الأرقاء، وحصر تركات المتوفين ونحو ذلك.

Unknown page