154

بوقت قريب في ربيع الأول سنة تسع وثمانين وثلاثمائة، وكان يصوم في مرضه فيقول له الصوفي: تصوم وأنت على هذه الحالة فيقول له: أنا على سفر وأريد أن أتزود لسفري إن شاء الله تعالى اليوم.

نعم الأمير (1) بناء علي بن سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي العباسي أمير صنعاء وكان أميرها في سنة إحدى وستين ومائة فبنى هذا المسجد ومسجد الصومعة في السرار في هذا الوقت، وجدده وعمره العمارة الأخرى أبو الحسن علي بن عيسى بن داود بن الجراح وزير المقتدر بالله أمير المؤمنين. ثم ان المقتدر غضب عليه فوصل إلى صنعاء في المحرم أول شهور سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة فعمر هذا المسجد، فيقال انه أراد الخروج من صنعاء ولم عاد (2) يقضضه فقعد فيه وقضض بالليل حتى فرغ منه وبقي من هذا المسجد من عمارته الأولى القديمة أسفل الصومعة من (3) علوها مما عمر مع المسجد وقت الوزير علي بن عيسى [105- أ] ثم عمر جدره القبلى جمع له جيران الجامع (4) فعمروه بالحجارة وقصصوه ورموه في سنة أربع عشرة وأربعمائة وإلى جنبه سقاية متصلة به مما جدد عمارتها علي بن عيسى الوزير في هذا الوقت، وهو الذي عمل الخزانة والسقاية وغيرهما بحذايات المسجد الجامع بصنعاء أعني الباب المنقوش بصنعاء وقد تمها من عمارة أبي العتاهية بن ثابت وكانت من أحسن الساقايات والمناهل عمارة وأعذبها ماء، وكان علي بن عيسى الوزير يقوم بالسقاية عند غمدان قد بقي اليوم منها آثار وهي خربة معطلة وإلى جنبها أخرى للاغتسال كنت يتوضأ منها وللدواب، وكان قد جعل عليها مطرف (5) يقوم بها،

Page 170