Tarikh Sahafa Carabiyya
تاريخ الصحافة العربية
Genres
وقد بلغ من كل علم لبابه ودرس أشهر مصنفاته، وله في جميعها تآليف مشهورة بين مختصر ومطول هي اليوم عمدة التدريس في أكثر المدارس السورية وبعض المدارس المصرية لما هي عليه من الوضوح وحسن الترتيب، أشهرها «فصل الخطاب في أصول لغة الإعراب» وهو من أفضل المتون في الصرف والنحو، وعليه شرح بقلمه، كتاب «الجوهر الفرد» في موجز الصرف وقد علق عليه الشروح ولده الشيخ إبراهيم في كتاب سماه «مطالع السعد في مطالع الجوهر الفرد» وطبعه، وله «طوق الحمامة» في مبادئ النحو، ثم أرجوزة «لمحة الطرف في أصول الصرف» وأرجوزة «الباب في أصول الإعراب» في النحو، ومنها «الجمانة في شرح الخزانة» وهو مطول في الصرف، ثم «نار القرى في شرح جوف الفرا» وهي أرجوزة مطولة، وقد اختصرها ولده الشيخ إبراهيم، ومنها «عمود الصج» وهي رسالة في التوجيهات النحوية انتهى بها إلى المفعول فيه فقط ولم تطبع، وكتاب «عقد الجمان في المعاني والبيان» ثم «الطراز المعلم» وهو أرجوزة مختصرة في البيان مشروحة بقلمه، و«نقطة الدائرة» في العروض والقافية، ومنها «اللامعة في شرح الجامعة» وهي أرجوزة مطولة مشروحة بقلم ولده الشيخ حبيب، وكذلك «قطب الصناعة» وأرجوزة سماها «التذكرة» في أصول المنطق، ثم «القطوف الدانية» وهو شرح مطول على بديعيته، وكتاب «مجموع الأدب في فنون العرب» وهي مجموعة في المعاني والبيان والبديع والعروض، وأرجوزة مختصرة سماها «الحجر الكريم في الطب القديم» نشرت في مجلة الطبيب، ومعجم سماه «جمع الشتات في الأسماء والصفات» لم ينشر بالطبع وهو يبحث في أعضاء الإنسان والصفات التي على أفعل. وساعد المرسلين الأميركيين في ترجمة الكتاب المقدس ونظم لهم المزامير وبعض الأغاني الدينية. وكان قد شرع في وضع شرح لديوان المتنبي لم يستوفه، وكان يعلق عليه الحين بعد الحين ما يعن له من تفسير بعض الأبيات الغامضة، فأتمه بعده ولده الشيخ إبراهيم وسماه «العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب» وأضاف إليه ما يروى للمتنبي من الشعر الذي لم يثبته في ديوانه، وذيله بنقد مطول على شعر المتنبي وكلام شراحه. وأشهر تآليفه وأعظمها مقاماته المعروفة باسم «مجمع البحرين» التي عارض فيها مقامات الحريري، وهي ستون مقامة ضمنها من بلاغة الإنشاء والفوائد اللغوية والعلمية وتواريخ العرب وأمثالهم؛ ما دل على غزارة محفوظه وقوة عارضته في النظم والنثر، وأودعها من الفنون البديعة الصعبة المرتقى في بعض منظوماته كالجناسات الخطية، وجناس ما لا يستحيل بالانعكاس، وغيرها ما لا يضطلع به إلا عن مقدرة فائقة.
وقد تفنن في صناعة التاريخ الشعري تفننا غريبا يقضي له بالسبق في هذا المضمار على الشعراء قاطبة، ومن أبدع ما نظمه في هذا الباب بيتان قالهما سنة 1248 هجرية في فتح مدينة عكا قد اقترحهما عليه الأمير بشير الشهابي الكبير، وهما يتضمنان ثمانية وعشرين تاريخا بحساب الجمل، وذلك يحصل من كل شطر منهما ومن مهمل كل بيت منهما ومن معجمه، ومن مهمل كل شطر مع معجم كل شطر فيهما، وبالعكس صدرا لصدر وعجزا لعجز، وبالخلاف سوى التاريخ الناطق لفظا، وهما:
في فتح عكا برد نار معاطب
دار الخليل وللديار به البكا
رأس الثمان وأربعين بطيه
مئتان مع ألف فبارك ربكا
نظم من هذا القبيل أيضا بيتين سنة 1283 في مدح السلطان عبد العزيز، وله في مدح كل من إبراهيم باشا المصري والسلطان المشار إليه قصيدة جعل كل شطر منها تاريخا وصدرهما ببيتين قد ضمن كل شطر منهما تاريخين، ثم وزع حروف البيت الأول على أوائل أبيات الغزل من القصيدة، ووزع حروف البيت الثاني على أوائل أبيات المديح منها. ومن مبتكراته في فن النظم بيتا المديح اللذان إذا عكست قراءتهما انعكسا هجاء، ثم البيتان اللذان طردهما مديح وعكسهما هجاء. ومن مخترعاته في هذا الباب «عاطل العاطل» وهو أن تكون حروف الكلمة خالية من النقط كتابة وهجاء، وذلك لأن الحروف المعروفة بعاطل العاطل ثمانية فقط وهي: الحاء والدال والراء والصاد والطاء واللام والهاء والواو، فلا يسع المتكلم أن يركب منها كلاما كثيرا، وقد نظم من هذا النوع أربعة أبيات لا يعرف سواها في لسان العرب وهي:
حول در حل ورد
هل له للحر ورد
لحصور حلو وصل
Unknown page