Tarikh Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
5
هم قتلة فرسايل، ولصوص 31 أيار، ومسببو الجرائم المقترفة ضد الحكومات، يجب أن يسحقوا جميعهم، يجب أن تطهر فرنسا من هؤلاء الأسافل القذرين، يجب أن لا يشفق على قتلة كهؤلاء! ...»
هذه الكلمات أعيدت مرة أخرى في جواب لفظه القنصل الأول على مسمع وفد مقاطعة السين، إلا أن الأمر الفظيع هو أنها أتبعت أيضا بتعذيب الضحايا التي سلمها هريل إلى الشرطة، وبنفي مائة وثلاثين مواطنا اشتبه بهم لاستمرارهم في وطنيتهم الحقة ومحافظتهم عليها محافظة شديدة. أما فوشه وزير الشرطة الذي كان يسعى إلى تبرئة ساحته من الاشتراك في الجريمة، فقد أظهر غيرة لم يظهر مثلها أحد في معاقبة المجرمين؛ والاستعدادت التي طرحها على القنصل الأول نالت موافقته، ولكن بعد شهر ثبت له أن الجريمة كانت تخص الملكيين، وتأكد أن الجاسوسيين كاربون وسن ريجن هما مسببان هذا التعدي فحكم عليهما بالموت ونفذ الحكم، إلا أن هذا العقاب العادل لم يلغ الخطة التي اتخذتها الحكومة ضد الديموقراطيين الأبرياء الذين أوشكوا أن يذهبوا ضحية السخط العمومي لدى مرورهم في نانت.
هذه العدالة صادفت عددا قليلا من المخالفين؛ لأنها كانت من جهة بونابرت، ولقد خاطر الأميرال تروكه ببعض ملاحظات مرجعها لصالح الحزب الذي يذهب في مذهبه، وتشكى من أن الروح العمومية قد أفسدتها نشرات من شأنها ترويج العودة إلى الحكم الملكي الوراثي. هذه المخاطرة كانت ترمز إلى كتابة عنوانها «مقابلة بين القيصر، وكرومويل، وبونابرت» نشرت تحت رعاية وزير الداخلية وأعدت لسبر استعدادات الشعب الفرنسي للثورة التي كان بونابرت عازما على إطلاقها.
إن الكتابات والمناشير التي خصصت لتهيئة الأفكار إلى ثورة جديدة في شكل حكومة، لم تنل قبولا من الشعب الذي كان القنصل الأول يعلق آمالا على تعلقه به ومحبته إياه. إلا أن الآلة الجهنمية فتحت سبيلا لإيجاد محاكم استثنائية لم تلبث أن أصبحت آلات سريعة في يد السلطة المطلقة التي كان القنصل الأول يتمتع بها - حقا - في فرنسا. هذا التنظيم الرهيب هيج في «التريبونه»
6
المعارضة الباسلة التي قام بها بانجمين كونستان،
7
ودونو، وجنكنه، وشينيه، وإسنار، وغيرهم. وهيج في مجلس الشيوخ أربعة أصوات كريمة هي أصوات لامبريك، ولانجونيه، وكارا، ولونوار لاروش. إلا أن المحامين عن الحرية الوطنية كانوا الأقلية، فأتيح للقنصل أن يحقق رغائبه بسهولة تامة.
كان يرى إلى جنب هذه الخطط الرجعية أعمال مجيدة من حقها أن ترفع عاليا مجد فرنسا وعظمتها. كانت الطرق والترع تنفتح من جميع الجهات؛ والفنون الجميلة تكسب عزة ورونقا من يوم إلى يوم، ولقد نشطت الاكتشافات العلمية، ودخلت التجارة والصناعة في طرق كانت لا تزال مجهولة.
Unknown page