Tarikh Napoleon Bonaparte
تاريخ نابوليون بونابرت: ١٧٦٩–١٨٢١
Genres
وصلوا إلى يافا في الرابع والعشرين فوجدوا المستشفيات غاصة بالمرضى، والحمى تشتد اشتدادا عظيما، فأخذ القائد العام يزور هؤلاء المساكين ويتشفق على أوجاعهم مظهرا لهم الحزن الشديد، وكان بينهم عدد يحتضر، فسأل بونابرت ماذا نعمل بهؤلاء المشرفين على الموت، فأجيب أن الكثيرين منهم يطلبون الموت عاجلا، وأن ملازمتهم إنما هي خطرة على الجيش، وزيد على ذلك أنه من الرحمة والحكمة أن يقدم موتهم بعض ساعات. إن من المؤكد تقريبا أنهم أعطوا شرابا مخدرا في تلك الساعة.
عندما اقتربوا من القاهرة أشار بونابرت بأن يهيأ له استقبال عظيم في تلك العاصمة لينفي ما قد تكون عاقبة حملة سوريا قد أثرت تأثيرا مشئوما على الأهالي والجنود، فنزل ديوان القاهرة عند مشيئة بونابرت، وأمر بأن تقام الاحتفالات البهجة، وأصدر نشرة ننقل منها الفقرة الآتية: «لقد وصل بونابرت الذي يحب دين محمد ... لقد دخل إلى القاهرة من باب النصر ... فهذا اليوم يوم كبير لم يشاهد مثيل له ... كان في غزة ويافا. لقد حمى سكان غزة، ولكن سكان يافا أبوا أن يسلموا فأعمل فيهم النهب والموت. ولقد هدم جميع الحصون وأهلك كل من كان فيها.»
انصرف بونابرت، عهد إقامته بالقاهرة، إلى القيام بأعمال المساحة. إلا أنه ما لبث أن انقطع عن أعماله الهادئة بسبب غزوات مراد بك في مصر السفلى، فترك القاهرة في الرابع عشر من تموز وزحف إلى الأهرام.
إلا أن مارمون الذي كان يقود فرقة في الإسكندرية، أرسل إليه رسولا يبلغه أن الأتراك أتيح لهم بمساعدة الإنكليز أن يهجموا على أبو قير من البحر في الحادي عشر نهارا، فلم يتردد بونابرت أن طار إلى الجيش المسلم الذي يقوده مصطفى باشا، وانتقم لنكبة أبو قير في أبو قير نفسها، أما الانتقام هذا فقد كان هائلا؛ سقط عشرة آلاف رجل في البحر وما بقي منهم قبض عليه أو ذهب قتيلا، كتب بونابرت إلى مجلس الشعب يصف له المعركة: «لقد أخبرتكم ببرقية 21 فلوريال
5
أن موسم الإبحار يجزم أن أترك سوريا. في الثالث والعشرين من مسيدور
6
وصل أمام الإسكندرية مائة مركب أكثرها حربية ورست في أبو قير، في السابع والعشرين منه نزل العدو إلى البر وهجم على أبو قير وأحاطها من جميع أطرافها، فلم تجد القلعة بدا من التسليم، وفي اليوم نفسه تركت معسكر الأهرام، وبلغت الرمانية في الواحد من ترميدور، وفي السابع منه، الساعة السابعة صباحا، كنت في وجه العدو.
مشى القائد لان على طول بحيرة معدية حيث كانت ميسرة العدو، واصطف للقتال تجاه تلك الميسرة، في حين كان القائد مورات الذي يقود الصف الأول يقاتل الميمنة على يد القائد ديستنغ، وكان يعضده القائد لانوس.
هناك سهل جميل يبلغ ألفين وأربعمائة قدم يفرق أجنحة الجيش العدو؛ فولجته خيالتنا، وبأسرع من الفكر وصلت إلى وراء ميسرة العدو وميمنته اللتين أغرقتا في البحر بعد أن أعمل فيهما الضرب، لم ينج منهما أحد قط.
Unknown page