============================================================
قال وفي سنة سبع وأربعين وأربعماية كان ابتداء السلاطين السلجوقية ببغداد وكان من حديث ذلك أن المظفر آبا الحارث رسلان التركي المعروف بالبساسري كان قد عظم قدره بالعراق واستفحل واستولى على البلد فطار اسمه وعظمت هيبته وخافته على آمراء العرب والعجم وخطب له على متابر العراق ولم يبق للملك الرحيم بن بويه إلا مجرد الاسم.
ثم بلغ الخليفة القائم بأمر الله أن البساسري قصد دار الخلافة للقبض عليه فكاتب الخليفة السلطان طغرلبك بن ميكائيل بن السلجوق وهو بنواحي الري يستصرخه ويحضه على المسير إلى العراق وكان البساسري يومنذ بواسط ففارقه جماعة من أصحابه وعادوا إلى بغداد فتهيوا دار البساسري وأحرقوها وقدم السلطان طغرلبك بغداد في رمضان والبساسري على الفرات إلى الرحبه وكاتب المسنتصر بالله صاحب مصر وخطب له بالرحبة قأمده المستتصر بالأموال.
ولما وصل السلطان طغرلبك إلى بغداد قبض على الملك الرحيم وقطعت خطبته في سلخ رمضان وانقرض ملك بني بويه وكاتت مدة ملكهم ماية سبع وعشرين سنة فسبحان من لا بزول ملكه.
ولما قدم السلطان طغرلبك بغداد قدم معه ثمانية عشر فيلأ ونزل بدار المملكة واستقرت له ببغداد السلطنة.
وفي سنة ثمان وأريعين وأربعماية تزوج الخليفة القائم بأمر الله خديجة أخت السلطان طغر لبك على صداق ماية الف دينار.
272) وفيها سار السلطان طغرلبك من بغداد طالبأ بلاد الموصل ومعه المناجتيق والعرادات وكانت مدة مقامه ببغداد ثلاثة عشر شهرأ وثلاثة عشر يوما ومضى إلى تكريت وحاصرها ووقعت فتن بالكوفة وواسط وعين التمر وخطب بها للتصر بالله صاحب مصر: قال وفي تسع وأربعين وأريع ماية خلع الخليفة القائم بأمر الله على السلطان طغرلبك الخلع السلطانية وتوجه وطوقه وسوره وكتب له عهدا على ما وراء بابه واستقرت سلطنته ومملكته ولم يبق له بالعراقين وخراسان منازع.
وفي هذه السنة سلم الأمير معز الدولة بمال بن صالح بن مرداش حلب إلى ناتب المستتصر بالله صاحب مصر طوعا لعجزه عن حفظها وذلك في ذي القعدة فكتب صاحب مصر إلى مكين الدولة الحسن بن علي ين يلهم بن دينار العقيلي يأمره بالمسير إلى حلب وأنه قد قلده حربها فدخل حلب متوليا عليها لأربع بقين من ذي القعدة.
وفي سنة خمسين وأربع ماية كان خلع القائم بأمر الله وأقيمت دعوة المستتصر بالله بيغداد وسببه أن السلطان طغرلبك كان قد صعد إلى الموصل ثم توجه إلى نصيبين لفتح البلاد وتمهيدها ومعه أخوه ابراهيم فراسل اليساسري
Page 182