============================================================
وفي سنة سبع وأريعين وثلثماية قصد الأمير معز الدولة بن بويه الموصل فملكها ومضى ناصر الدولة بن حمدان منهزما إلى نصيبين ثم إلى حلب (223) وملك مقر الدولة ديار ربيعة جميعها وهي الموصل الجزيرة ونصييين وستجار والرحبة ورأس العين والخابور وأقام بها إلى سنة ثمان وأربعين وثلثماية ثم تقرر الصلح بينه وبين تاصر الدولة وعاد معز الدولة إلى بغداد ورجع تاصر الدولة إلى بلاده.
قال وفي سنة ثمان وأربعين وتلشماية أسر الروم أبا فراس الحرت بن سعيد بن حمدان وهو بن عم الأمير سيف الدولة وكان منقطعا بمنبج فغارت الروم على منبج في ألف فارس مقتمهم تودرس بن آخت ملكهم فصادفوا الأمير أبا فراس يتصيد في سبعين فارسأ فوشبوا عليهم وقانلهم حتى أثخن بالجراح فأسروه ومضوا به إلى القسطنطينية فيقي أسيرا مدة ثم أطلق بعد ذلك وسيرد خبره أخيرا.
وفي سنة تسع وأربعين وتلثماية توفي أبو حور بن الإخشيد صاحب مصر فملكها بعده أخوه علي والأمر كله إلى كافور خادم آبيهما.
وفي سنة إحدى وخمسين وثلثماية أخذت الروم حلب وذلك أن الدمستق قصدها في مايتي ألف من الروم منهم ثلاثون ألفأ بالجواشن ومنهم ثلاثون ألفأ ضياع القدم ومعهم أريعة ألف بغل عليهما حسك الحديد كان الدمستق يضعها حول عسكره فجرد لهم سيف الدولة بن حمدان أكثر سكره مع نجا مولاه ويقي في جمع قليل فخالفوا نجا ومن معه في الطريق وجاؤوا إلى سيف الدولة وهو في قلة من العدد فأوقعوا به على جيل بانقوسا فهزموه وتازلوا حلب ثلاثة أيام ففتحوها عنوة وقتلوا كلمن فيها واستولوا على أموال سيف الدولة ودخايره وأقاموا تمانية أيام على حصار القلعة فبلغ الخبر إلى دمشق وواليها يومنذ ظالم العقلي (224) من قبل الإخشيد فتفر في عشرة ألف مقايل نجدة لسيف الدولة فبلغ الروم ذلك فرحلوا عنها يوم الأربعاء مستهل ذي الحجة.
وفي هذه السنة وقع أبو الورد صاحب خلاط فمات فملكها بعده نجا مولى سيف الدولة بن حمدان وتفاقم آمره وعصي مولاد.
وفي سنة ثلاث وخمسين وتلتماية نزل الدمسنتق إلى المصيصة واجتهد على فتحها فلم يقدر وجاعت المسلمون من طرسوس فوقعت الروم عليهم فقتلوا منهم نحو من خمسة ألف رجل وقتلوا من الروم خلقا كثيرا.
وفي هذه السنة حاصر نجا مولى سيف الدولة ميافارقين ليأخذها لمعز الدولة بن بويه مراغمة لمولاه فلما أخذ في الحصار بلغه أن قريبا لأبي الورد وثب على بلاد كرد وأخذها فانفصل نجا عن ميافارقين فطلب خلاط ليمنع عنها قريب آبي الورد ودفعه عن بلاد كرد فنهب عسكره.
Page 152