119

Tarikh Muslimin

Genres

============================================================

قال وفي سنة إحدى وسبعين ومايتي توفت توران ابتة الحسن ابن سهل زوجة المأمون وكان عمرها آريع وتمانين سنه، وفي سنة تلث وسبعين ومابتي توفي محمد بن عبد الرحمن ابن الحكم ملك الأتدلس الأموي فبويه بالخلافة بعده ولده المندر بن محمد بن عبد الرحمن ابن الحكم.

قال وفي سنة ثمان وسبعين ومايتي كانت وفاة الموفق بالله بوم الأربعاء لثمان بقين من صفر وسيرته كان ميمون النية صاحب رأي وتدبير وسياسة (174) وحزم وشهامة وكان شجاعا وسمحا وكان يقول والله إنى آرى جلساي بالعين التي أرى بها إخوتي والله لو تهيا لي لتقلت أسماهم من التدمان والجلساء إلى الإخوان والأصدقاء ولما مات الموفق بالله قام بتدبير الملك بعده ولده المعتضد بالله أبو العباس آحمد وخلع عليه عمه المعتمد على الله وولاه عهده بعد أن خلع ولده جعفر من ولاية عهده وغلب المعتضد بالله على عمه المعتمد كما كان أبوه الموفق غالبا عليه.

وفي هذه السنة كان ابتداء أمر القرامطة وهم طائفة من الباطينة الملاحدة وكان ابتداء أمرهم أن رجلأ من ناحية السواد كان يظهر الزهد والتقشف ويزعم أن الله تعالى أفرض عليه خمسين صلاة في اليوم والليلة فاشتهر ذلك عنه ثم اعلم من كان معه أنه بدعو إلى إمام من أهل البيت ثم أقام بقرية واستغوى أهلها ويأخذ من كل واحد متهم دينارا ويوهمهم أنه يأخذه للإمام ثم بعد ذلك مضى إلى جميع القرى المجاورة له ثم أخذ له اثتي عشر نفسأ وأمرهم أن يدعوا الناس إلى دبنه فاشتغل أكثر أهل السواد عن أعمالهم بما أفرضه عليهم من الصلوات وكان للهيضم في نلك الناحية ضياع فوقف على نقص أكرته في العمارة فعرف بمدينتهم واهتمامهم إلى هذا الرجل فقبض عليه وحبسه في بيت وقفله ووضع مفتاحه تحت رأسه واشتغل بالشرب وكانت جارية الهيضم سمعته يحلف ليقلته اليفظه) ورفت له فلما تام الهيضم أخذت المفتاح من تحت رأسه وفتحت الباب وأخرجته وأغلقت الباب كما كان وردت المفتاح إلى موضعه فلما أصبح الهيضم أخذ المفتاح يفتح الباب فلما يجده وشاع الخبر بذلك فتيقن الناس أنه قد رفع ثم ظهر لهم في موضع آخر بعد مدة فسألوه عن قضيته فقال (175) لا بمكن أحد بنالني بشر فعظم في أعينهم وخاف على نفسه وخرج إلى الشام ولم يعرف له خبر وقيل إن اسمه قرمط ولهذا سموا القرامطة ثم فشا القرامطة وكثروا بسواد الكوفة ووفف أحمد بن محمد الطابي على آمرهم فوصف على كل واحد منهم ديتارا.

وفي سنة تسع وسبعين ومايتي كانت وفاة المعتمد على الله وذلك لإحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رجب وكان سببه أنه شرب على الشط شربا كثيرأ فمات وكاتت مدة خلافته ثلاث وعشرين سنة وثلاثة أيام ببغداد وحمل إلى سر من رأى ودفن بها وكان عمره خمسين سنة وصفته كان أسمر رقيق السمرة حسن الوجه كبير الهامة تام القامة طويل اللحية بجبهته أثر جدري وكان قد كثر الشيب في رأسه ولحيته.

Page 119