166

Al-tārīkh al-muʿtabar fī anbāʾ man ghabar

التاريخ المعتبر في أنباء من غبر

Editor

لجنة مختصة من المحققين

Publisher

دار النوادر

Edition

الأولى

Publication Year

١٤٣١ هـ - ٢٠١١ م

Publisher Location

سوريا

Genres

ورسولُه، ولَنْ أُخالِفَ أَمْرَهُ، ولَنْ يُضَيِّعَني" (١).
ثم دعا رسول الله ﷺ عليَّ بن أبي طالب، فقال: "اكتبْ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، فقال سُهيل: لا أعرف هذا، ولكن اكتبْ: باسمك اللهمَّ، فقال رسولُ الله ﷺ: "اكتبْ: باسمك اللهمَّ"، ثم قال: "اكتبْ: هذا ما صالح عليه محمدٌ رسولُ الله ﷺ "، فقال سهيل: لو شهدتُ أنك رسولُ الله لم أقاتلك، ولكن اكتب اسمَك واسمَ أبيك، فقال رسول الله ﷺ: "اكتبْ: هذا ما صالح عليه محمدُ بنُ عبدِ الله سُهيلَ بنَ عَمْرٍو على: وَضْعِ الحَرْبِ عن الناسِ عَشْرَ سِنينَ، وأنه مَنْ أَحَبَّ أن يدخُلَ في عقدِ محمدٍ وعهدِه، دخلَ فيه، ومن أحبَّ أن يدخُلَ في عقدِ قريشٍ وعهدِهم، دخلَ فيه"، وأشهدوا في الكتاب على الصلح رجالًا من المسلمين والمشركين.
وقد كان أصحاب رسول الله ﷺ لما خرجوا من المدينة، لا يشكُّون في فتح مكة؛ لرؤيا رآها النبي ﷺ، فلما رأوا ما رأوا من الصلح والرجوع، داخلَ الناسَ من ذلك أمرٌ عظيم، حتى كادوا يهلكون.
ولما فرغ رسول الله ﷺ من ذلك، نحر هَدْيَه، وحلقَ رأسه، وقام الناس - أيضًا -، فنحروا وحلقوا، وقال رسول الله ﷺ يومئذ: "يرحَمُ الله المحلِّقين"، قالوا: والمقصِّرينَ يا رسول الله، قال: "يرحُم اللهُ المحلِّقين" حتى أعادوا، وأعاد ذلك ثلاث مرات، ثم قال: "والمقصِّرينَ" (٢).

(١) رواه البخاري (٣٠١١)، ومسلم (١٧٨٥)، عن سهل بن حنيف ﵁.
(٢) رواه البخاري (١٦٤٠)، ومسلم (١٣٠١)، عن عبد الله بن عمر ﵄.

1 / 141