Tarikh Misr Hadith
تاريخ مصر الحديث: من الفتح الإسلامي إلى الآن مع فذلكة في تاريخ مصر القديم
Genres
1-17
صورة النقود الفضية للسلطان إبراهيم بن أحمد ضربت في القاهرة سنة 1049ه.
شكل 1-17: نقود السلطان إبراهيم بن محمد. (11) سلطنة محمد بن إبراهيم (من سنة 1058-1099ه/1648-1687م)
وبلغ خبر ذلك التغيير إلى مصر في أوائل رمضان مع عزل محمد باشا وتولية الوزير أحمد باشا، فاستلم هذا زمام الأحكام مدة سنتين كلهما اضطراب وقلاقل.
وأول تلك القلاقل كانت سنة 1060ه بسبب تقصير النيل؛ فإنه لم يرتفع تلك السنة أكثر من 16 ذراعا فلم يرتو من أرض الصعيد إلا الثلث، أما الوجه البحري فلم يرتو منه شيء تقريبا. فغلت الأسعار حتى خيف من المجاعة.
أما الباشا فلم يكن يهمه غير تكثير الضرائب، مع أنه لم يكن يرسل منها إلى الأستانة إلا الثلثين، وكان لسوء نيته يرسل تلك المبالغ في عهدة رضوان بك؛ ليحمل الباب العالي على الشك بأمانته، فيتغير خاطر السلطان عليه. وكان إتماما لمكيدته يكتب إلى الباب العالي على التتابع يشكو من تصرف رضوان بك، ويطلب خلعه عن إمارة الحج وتقليدها لعلي بك. وكان هذا على ما علمت من الصداقة مع رضوان لكنه لم يكن يعلم بدسائس الباشا. أما الباشا فكان في نيته أن يوقع الضغائن بين الأميرين فيحل عرى اتحادهما، لكنه لم يتم مقصده حتى أتى الأمر العالي بعزله يوم السبت 6 صفر سنة 1061ه، ورضوان بك لم يرجع إلى القاهرة بعد. ولم تكن نتيجة مساعي أحمد باشا إلا زيادة تألف قلبي ذينك الأميرين، وكان من كرم أخلاقهما أن كلا منهما كان يتنازل للآخر عن إمارة الحج، فأعجبت هذه الأريحية المصريين فأحبوهما وبالغوا في احترامهما حتى أقاموا لهما دعاء عموميا في الرميلة. والباشا إذ ذاك محبوس في القلعة ولم يفرج عنه حتى دفع للخزينة مبالغ وافرة. فتولى مكانه الوزير عبد الرحمن باشا وما زال إلى أول شوال سنة 1062ه، وقد قاسى ما قاساه سلفه من السجن والإهانة؛ لأنه سار على خطواته. فاختار الباب العالي الوزير محمد باشا ليقوم مقامه في 5 شوال من تلك السنة، ولكنه لم يدخل القاهرة إلا يوم الثلاثاء في 8 محرم سنة 1063ه.
وما زالت الولاة تتوالى على مصر ولا شيء من أعمالهم وأحوالهم يستحق الذكر. وفي آخر الأمر تحول النفوذ كله من أيديهم إلى أيدي البكوات المماليك وهم يعدون مصر وطنهم ويغارون عليها. أما الباشوات إذا أتوا مصر لا يكون ديدنهم إلا اكتساب الثروة بأية طريقة كانت لعلم كل منهم أنه لا يلبث أن يأتيه الأمر بالعزل، وقلما عزل أحدهم ولم يكن السجن مأواه. (12) السلاطين سليمان بن إبراهيم وأحمد بن إبراهيم ومصطفى بن محمد (من سنة 1099-1115ه/1687-1703م)
فالسلطان محمد الرابع أقيل من السلطنة في 3 محرم سنة 1099ه، وأودع السجن حتى مات (سنة 1105) وبويع السلطان سليمان الثاني، وبعد 3 سنوات توفي (في 20 رمضان سنة 1102ه) فبويع السلطان أحمد خان ويدعى أحمد الثاني، وبعد 3 سنوات ونصف توفي (سنة 1106)، فبويع ابن أخيه السلطان مصطفى خان وهو مصطفى الثاني بن السلطان محمد الرابع. وبعد 9 سنوات تقريبا (في جمادى الأولى سنة 1115ه) أقيل وتوفي في السجن (في محرم سنة 1119ه). (13) سلطنة أحمد بن محمد (من سنة 1115-1143ه/1703-1730م)
وبويع أخوه أحمد خان وهو أحمد الثالث، وكانت مدة حكمه على المملكة العثمانية نحوا من 30 سنة. وفي أيامه حصلت ثورات عديدة انتهت بتحول سلطة الباشوات ونفوذهم إلى البكوات المماليك. وكانت قلعة الجبل سجنا للباشوات الذين كانوا يتولون الأحكام ولا يهمهم منها إلا الكسب الشخصي.
وقد توالى على مصر من سنة 1063ه إلى 1119ه اثنان وعشرون واليا أغضينا عن ذكرهم لعدم أهميتهم. وفي سنة 1119ه في أيام السلطان أحمد خان تولى مصر حسن باشا، وكان على القاهرة قاسم عيواظ بك بوظيفة شيخ بلد.
Unknown page