80

قصة الجبل

/ 49/ هذا الجبل (1) يمنع من سكنه، وله من الجوانب الوعرة ما حصنه، وفيه من الخصب والفواكه ما طيبه وحسنه، وحين غلب الروم على الجزيرة سنة ثمان وخمس مائة (508 ه) أنجى أهله من عدوانهم، وعصم من أوى إليه من طوفانهم (2).

فلما تم على البلد ما تم، وخص الرزء باليوم الأشنع والخطب الأفظع وعم، نجا إليه الفل وهم ألوف، ورجوا أن يشمخ بأنفه الشامخ منهم أنوف (3)، فأنجدهم حين استنجدوا، واحتضنهم كأنه حضن وهم قد أنجدوا، وأصبحت فجاجه وهي بهم قد غصت، وطاروا إليه وأجنحتهم من القوت قد قصت (4).

فجمعهم ابن شيري وكتبهم، وانتقى الأنجاد وانتخبهم، وبلغ عددهم عنده في بدء الأمر ستة عشر ألف راجل، بين أصلي وواصل.

Page 139